النهاية المأساوية لعام ريال مدريد المثالي تطرح 3 أسئلة

اختتم ريال مدريد الإسباني أفضل عام في تاريخه، بأسوأ نهاية ممكنة، وسقط على ملعبه صفر / 3 أمام برشلونة اليوم السبت في مباراة الكلاسيكو رقم 270 بين الفريقين وذلك ضمن منافسات المرحلة السابعة عشرة من الليجا. ولا يزال الموسم الحالي في نصفه الأول لكن الواقع يشير إلى خروج الريال من دائرة المنافسة على لقب الدوري الإسباني الذي أحرزه في الموسم الماضي. وبهذه الهزيمة الثقيلة، ودع ريال مدريد عام 2017 الذي شهد تتويجه بخمسة ألقاب مختلفة حيث توج خلاله بألقاب الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الإسباني وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية. والمثير للجدل أن الريال توج بخامس هذه الألقاب وهو لقب مونديال الأندية يوم السبت الماضي فقط بالفوز على جريميو البرازيلي في نهائي البطولة التي استضافتها أبوظبي. ولم يسبق للمرينجي، صاحب السجل الرائع من البطولات، أن توج بخمسة ألقاب في أي عام مضى. ولكن الهزيمة اليوم ألقت بظلالها على ختام هذا العام بالنسبة للفريق الذي حسم هذه الألقاب الخمسة كما فتحت هذه الهزيمة الباب أمم الجدل والانتقادات التي ستحاصر الفريق على مدار نحو أسبوعين مقبلين لحين انتهاء عطلة الشتاء وعودة الفريق إلى نشاطه. واعترف الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني للريال بأن الهزيمة في كلاسيكو الدوري الإسباني كانت "قاسية للغاية" على الفريق الملكي. وقال: "أعلم أنني سأتعرض لكثير من الانتقادات على هذا ولكنني جاهز لاتخاذ القرارات، في كرة القدم الأمور تتغير سريعا". وأضاف: "خسرنا اليوم ولكن يتعين علينا استعادة الاتزان وسنفعل هذا.. لن نلقي بالمنديل، لن نستسلم أبدا، إنها فترة عصيبة.. أرى أننا لا نستحق هذا الوضع ولكنها نتيجة المباراة". وتتشابه رؤية البرازيلي مارسيلو، نجم الريال، مع مدربه حيث قال اللاعب: "سنواصل العمل ويتعين علينا الاستمرار في كفاحنا.. الوضع صعب للغاية بالفعل ولكن الريال لا يستسلم. سنواصل عملنا واجتهادنا". ووسعت الهزيمة في مباراة اليوم الفارق بين الريال صاحب المركز الرابع وبرشلونة المتصدر إلى 14 نقطة. ويأتي الريال في المركز الرابع خلف كل من أتلتيكو مدريد وفالنسيا، ولم يكن هذا السيناريو متوقعا على الإطلاق قبل بداية الموسم الحالي كما أصبح مستبعدا بشكل كبير بعد الفوز الساحق 5 / 1 للريال على برشلونة في مجموع مباراتي الذهاب والإياب في كأس السوبر الإسباني. وفي غمرة الألقاب التي توج بها في الشهور الماضية، لم يبرم الريال أي صفقة كبيرة لتدعيم صفوفه، بل والأكثر من هذا أنه فتح الباب أمام رحيل ثلاثة من النجوم البارزين هم ألفارو موراتا والكولومبي خاميس رودريجيز والبرتغالي بيبي. وبعد نجاحه في حسم لقبي السوبر الأوروبي والإسباني في آب/أغسطس الماضي، تراجع مستوى الفريق الملكي بشكل واضح خاصة على مستوى الأداء الهجومي. وقضى الويلزي جاريث بيل مهاجم الفريق وقتا طويلا بعيدا عن الملعب بسبب الإصابة كما تراجع مستوى زميله المهاجم كريم بنزيما بشكل هائل مما ساهم في صافرات الاستهجان التي صاحبت خروجه من الملعب في وسط الشوط الثاني من مباراة اليوم. والآن سيكون الريال مطالبا بتخطي أسبوعين طويلين للغاية في ظل الاستفسارات والتساؤلات العديدة التي تلوح في الأفق. ويأتي في مقدمة الاستفسارات بالتأكيد؛ ما هي مدى حاجة الفريق لتدعيم صفوفه في فترة الانتقالات الشتوية خلال يناير/كانون الثاني المقبل؟ ولماذا لم يلعب إيسكو في أي دقيقة من مباراة اليوم رغم أنه كان النجم البارز في تشكيلة الفريق منذ بداية الموسم؟ وهل يستعيد الريال اتزانه في الوقت المناسب قبل المواجهة الصعبة التي تنتظره في دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان الفرنسي؟ وربما يكون الاستفسار الأخير هو الأكثر ترددا لدى الجماهير لاسيما وأن الريال سيصطدم في هذه المواجهة مع باريس سان جيرمان بهجوم قوي للغاية يضم الأوروجوياني إدينسون كافاني والفرنسي كيليان مبابي إضافة للنجم البرازيلي الشهير نيمار دا سيلفا.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص