تتواصل تداعيات المحاولة الانقلابية بحملة واسعة من الاعتقالات في صفوف الجيش والقضاة، وتتوضح معها صورة ما حدث شيئا فشيئا. وتم اعتقال 34 جنرالا، وأعلن في حصيلة رسمية أن عدد القتلى بلغ 290 بينهم أكثر من مئة انقلابي.
تواصلت الأحد في تركيا عمليات المطاردة والاعتقالات بعد فشل محاولة انقلابية دامية نفذها عسكريون ضد نظام الرئيس رجب طيب أردوغان.
حصيلة أعمال العنف
استخدمت في المواجهات طائرات مقاتلة ودبابات، وشوهدت مظاهر عنف غير مسبوقة في أنقرة وإسطنبول لم تسجل منذ عقود. وجرت المواجهات بين متمردين وقوات موالية للنظام، إضافة إلى آلاف الأشخاص الذين نزلوا إلى الشوارع.
وبلغ عدد القتلى في حصيلة رسمية أكثر من 290 قتيلا على الأقل، كما أصيب الآلاف بجروح. وجاء في بيان لوزارة الخارجية أنه قتل "أكثر من مئة انقلابي و190 من مواطنينا" على الأقل. وكانت حصيلة سابقة أفادت بمقتل 265 شخصا على الأقل.
من يقف وراء محاولة الانقلاب؟
يبدو أن محاولة الانقلاب تقف وراءها أقلية داخل الجيش. واتهم أردوغان الداعية المقيم في المنفى بالولايات المتحدة فتح الله غولن بتدبيرها.
لكن غولن نفى بشكل قاطع أي صلة له بمحاولة الانقلاب. وطلبت أنقرة من واشنطن تسليمها الداعية.
الموقوفون
أعلن وزير العدل بكير بوزداغ أن "هناك نحو 6000 شخص قيد التوقيف الاحتياطي. وعملية التطهير مستمرة".
وأعلنت الحكومة السبت توقيف نحو ثلاثة آلاف جندي لتورطهم المفترض في المحاولة.
وبحسب قناة "إن تي في"، تم توقيف 34 جنرالا من رتب مختلفة حتى الآن. وبين هؤلاء قيادات بارزة مثل إيردال أوزتورك قائد الجيش الثالث وآدم هودوتي قائد الجيش الثاني.
وتم الأحد توقيف قائد الحامية في مدينة دينزلي (غرب) أوزان أوزبكير و51 جنديا، بحسب ما أعلنت وكالة أنباء الأناضول.
من جهة أخرى، تم توقيف جنرال رفيع المستوى في سلاح الجو هو بكير أرجان فان و12 ضابطا في قاعدة إنجرليك (جنوب) التي يستخدمها التحالف الدولي في غاراته ضد الجهاديين في سوريا.
ولا تقتصر عملية التطهير على الجيش، بحسب وكالة الأناضول التي أشارت إلى صدور مذكرات توقيف بحق 2745 قاضيا ومدعيا في كامل تركيا.
ويصعب تقدير عدد الموقوفين، إذ أحصت قناة "إن تي في" أكثر من 500 موقوف، في حين قالت وكالة دوغان إنه تم توقيف 44 قاضيا ومدعيا ليل السبت إلى الأحد في مدينة قونيا (وسط) و92 في غازي عنتاب (جنوب شرق).