قالت منظمة سام للحقوق والحريات إن مليشيا الحوثي المسلحة قامت بقتل المواطن اليمني المختطف لديها علي محمد عائض التويتي، حيث فارق الحياة إثر تعرضه للتعذيب الشديد، مشيرة إلى أن هذه الممارسة تعد انتهاكا جسيما لأحكام القانون الدولي الإنساني وترقى إلى درجة جرائم الحرب.
وقالت المنظمة الحقوقية التي تتخذ من جنيف مقرا لها في بيان صحفي صدر عنها اليوم، إن المواطن علي التويتي تم اختطافه يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، بينما كان في طريقه إلى منطقته في مدينة يريم بمحافظة إب، حيث اعترضته مجموعة مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي في إحدى نقاط التفتيش في مدينة دمت بمحافظة الضالع، واقتادته إلى جهة مجهولة، حتى عثر عليه جثة هامدة.
وأوضحت المنظمة أنه بحسب مصادر أمنية يمنية فإن التويتي توفي بعد ثلاثة أيام من احتجازه نتيجة التعذيب القاسي الذي تعرض له في معتقلات الحوثيين بمنطقة الرضمة في محافظة إب، في حين تمكنت أسرته من تسلم جثمانه يوم 1 كانون الثاني/يناير من هذا العام، حيث منع الحوثيون أسرة التويتي من عرض جثته على الطبيب الشرعي، كما مُنعت النيابة العامة من القيام بدورها في التحقيق في الحادثة، الأمر الذي يؤكد أن حادثة الوفاة تمت غالباً إثر التعذيب الشديد، وربما القتل المتعمد.
*وأكدت المنظمة أن الصور التي حصلت عليها تظهر بوضوح آثار التعذيب على جسد التويتي بالالآت الحادة وبالكهرباء في جميع أنحاء جسده، كذلك تبين وجود احمرار مع بعض التقرحات على أنحاء متفرقة من جسده، فضلاً عن وجود حروق نتيجة تعذيبه بالماء المغلي، مما أثر على لون الجلد وأحدث تشوهات كبيرة، قالت سام إن الآثار التي ظهرت على جسد الضحية تشبه آثار الإعدام بالغاز أو عقار مسموم*
*وأضافت المنظمة أنها قامت بعرض هذه الصور على أطباء متخصصين، والذين أفادوا أن الأعراض يمكن أن تكون ناتجة عن كي كهربائي لكل مناطق الجسد، أو ناتجة عن استخدام وسائل أخرى في التعذيب مثل عقاقير طبية و كيميائية تؤدي إلى مثل تلك الآثار على الجسد، وأكدت المنظمة أنها ستعمل على مزيد من التقصي لمعرفة ما إذا كان هناك معتقلين أخرين تعرضوا لنفس النوع من التعذيب الخطير والمعاملة غير الإنسانية*
وفي السياق ذاته، نوهت سام إلى أن حوالي 120 مختطفا توفوا نتيجة التعذيب في سجون اليمنية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، في حين ما يازال أكثر من 9000 شخص محتجز غالبيتهم من المدنيين في مراكز احتجاز سرية وغير قانونية تفتقر لأدني المقومات المعيشية والصحية تتبع أغلبها العظمي لمليشيات الحوثي وأخرى قوات أمنية تتبع قوات مدعومة من الإمارات أو جماعات مسلحة تتبع الحكومة الشرعية
و لفتت المنظمة إلى أنه منذ سيطرة المليشيات الحوثية المسلحة على مدينة صنعاء في سبتمبر/أيلول عام 2014، ارتكبت هذه المليشيات مخالفات وانتهاكات مروعة بحق المدنيين اليمنيين العزل، من قتل و احتجاز وإخفاء قسري وتعذيب.
*وفي مقابلة أجراها فريق المنظمة مع عبد الكريم التويتي "شقيق المتوفي" أفاد قائلا "إنه في تمام الساعة الثانية إلا ربع ليلا في يوم 19 نوفمبر 2017 احتجز أخي علي في منطقة دمت وهو عائد إلى يريم من دمت، والتي يسيطر عليها الحوثيون بقيادة محمد اليحيري، حيث أبلغني أنهم اقتادوه إلى سجن في المبنى السابق لمقر التجمع اليمني للإصلاح، حيث مكث هناك لمدة يوم أو يومين ثم قاموا بنقله إلى منطقة مجهولة، وتعرض هناك للتعذيب الشديد حتى الوفاة"*.
و أضاف قائلا "تم نقل الجثة إلى ثلاجة الموتى في مستشفى يريم، حيث علمت بوجود جثة أخي يوم 2 يناير 2018، وكان تقرير الوفاة مزيفا ورد فيه أن سبب الوفاة هي الجلطة، وعندما ذهبت إلى الثلاجة وجدت آثار تعذيب على جسد أخي، حيث ظهرت عليه آثار الضرب، بالإضافة لوجود نتوءات على جسده نتيجة التعذيب بالمسامير، كما أن إحدى عينيه مفقوءة بشكل شبه كامل، الأمر الذي استدعاني على الفور إلى طلب إحضار طبيب شرعي، إلا أن إدارة الأمن في مدينة يريم رفضت ذلك، فاستسلمت لذلك وقمنا بدفنه".
وقال توفيق الحميدي، مسؤول الرصد والتوثيق في منظمة سام للحقوق والحريات "إن استمرار وقوع حالات الوفاة تحت التعذيب في معتقلات الحوثيين ينذر بكارثة خطيرة، خاصة في ظل استمرار سيطرة مليشيا الحوثي على مناطق واسعة في اليمن والتصاعد الهائل في عدد حالات التعذيب التي وثقناها على مدار الأشهر القليلة الماضية". وأضاف الحميدي: "إذا لم يقم المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات رادعة ضد مرتكبي هذه الانتهاكات ومحاسبتهم في ظل هذه الانتهاكات القبيحة لحقوق الإنسان الأساسية، فسوف نشهد مزيداً من التمادي في ارتكاب هذا النوع من الجرائم البشعة التي تلغي شخصية الضحية وتنكر كرامته".
*وطالبت سام لجنة الخبراء التابعة لمجلس حقوق الإنسان للتحقيق في النزاع الدائر في اليمن إلى إدراج هذه الحادثة ومثيلاتها في نطاق عملها وبحثها، وقالت إن على مجلس حقوق الإنسان توسيع نطاق عمل اللجنة ورفع نتائج تحقيقاتها وتوصياتها إلى مجلس الأمن ومطالبته باتخاذ إجراءات فعلية لوقف هذا النوع من الانتهاكات التي يتعرض له آلاف اليمنيين في ظل سيطرة مليشيات الحوثي.*
*منظمة سام للحقوق والحريات ، جنيف*
١٩ يناير ٢٠١٨
إضافة تعليق