دشن المرصد اليمني لحقوق الانسان اليوم في فندق تاج سبأ بصنعاء دورة تدريبية على "دليل المرصد لتعزيز الشفافية والنزاهة في المساعدات الإنسانية"، تستمر لمدة ثلاث أيام وتستهدف 90 متدرب ومتدربة من 17 محافظة، بغية تحسين العمليات الإنسانية والحد من مخاطر الفساد فيها.
وينفذ المرصد هذه الدورة بالتعاون مع برنامج الحكم الرشيد في الوكالة الدولية للتعاون الألماني GIZ، وتأتي ضمن مشروع "الحد من مخاطر الفساد في عمليات المساعدات الإنسانية في اليمن" ويشارك فيها ممثلي منظمات مجتمعي مدني يعملون في مجال الإغاثة الإنسانية.
وقال الدكتور يحيى صالح محسن المدير التنفيذي للمرصد في افتتاح الدورة إن "المرصد اليمني لحقوق الانسان بذل على مدى شهور جهوداً مضنية في اعداد وإثراء الدليل؛ الذي هو في الأصل ثمرة لجهود نقاشاتكم وتجاربكم"، حيث كان المرصد قد نظم ورش عمل استهدفت نفس المتدربين وهدفت لمناقشة صور الفساد في المساعدات الإنسانية وسبل تحسين العملية الإنسانية.
وأضاف "نحن على ثقة بان مخرجات هذا الدليل وسلسلة الدورات التدريبية التي نظمناها معكم ونتوجها اليوم بهذه الدورة جميعها ستثمر حتما، وسوف تسهم في منع عمليات الفساد او تلك التي تفضي الى فساد في العمليات الإنسانية، الى جانب الاسهام في تعزيز ثقافة النزاهة، واشراك افراد المجتمع ومنظمات المجتمع المدني في عمليات الرقابة والتقييم للمساعدات الإنسانية في كافة مساراتها ومراحلها.
وتابع "ان دليل المرصد يعتبر مرجعا ارشاديا هاما، ومتميزا للعاملين والمتطوعين في مجال المساعدات الإنسانية، سواء كانوا في الجهات الرسمية الحكومية والسلطات المحلية، أو القطاع الخاص أو منظمات المجتمع المدني والافراد، وكذلك الإعلاميين والناشطين وغيرهم، من اجل تقديم المساعدات الإنسانية وضمان ايصالها الى مستحقيها، وفقا لمعايير وممارسات النزاهة المثلى".
وتحدثت منى العريقي ممثلة وكالة التعاون الدولي الألماني GIZ/برنامج الحكم الرشيد، وقالت إن "مشروع الحد من مخاطر الفساد في المساعدات الإنسانية في اليمن الذي ينفذ مع المرصد اليمني لحقوق الانسان يعتبر من أحد اهم المشاريع التي ينفذها برنامج الحكم الرشيد، واعتبرت دليل المرصد لتعزيز الشفافية والنزاهة في المساعدات الإنسانية من اهم مخرجات المشروع.
وذكرت العريقي ان المساعدات الإنساني أصبحت عامل مهم لتخفيف المعاناة، في ظل هذه الظروف الاستثنائية والوضع الإنساني والاقتصادي الصعب.
وقالت إن دليل المرصد لتعزيز الشفافية والنزاهة في المساعدات الانسانية الذي يتم التدريب عليه يعتبر أداة توجيهية مهمة لأفضل المساعدات الممكنة لتقليل مخاطر الفساد في مراحل المساعدات، ونوهت "نرى ان هذا الدليل من شأنه تعزيز الوقاية والتخفيف من انتشار الممارسات الخاطئة واثارها السلبية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية على حقوق الانسان".
وخاطبت العريقي المتدربين "نتمنى ان تمثل هذه الدورة على هذا الدليل إضافة لخبرتكم في العمل الانساني التي اكتسبتموها من ممارساتكم في الميدان، وان تنعكس الفائدة في تحسين العملية الإنسانية".
من جانبها تمنت المدربة اسمهان الارياني ان يشكل دليل المرصد أداة توجيهية، تساعد المجتمع المدني والعاملين في الإغاثة، للحد من الفساد في المساعدات الإنسانية؛ كون المساعدات حق لكل متضرري الكوارث والنزاعات والصراعات، وهي حق تكفله كل القوانين والتشريعات والاتفاقيات والمعاهدات الدولية-حسب قولها.
وينفذ المرصد اليمني لحقوق الانسان مشروع الحد من مخاطر الفساد منذ مطلع العام المنصرم، وكان انطلق بتكوين مجموعة عمل لمكافحة الفساد في المساعدات تكونت من عدة منظمات مجتمع مدني، ثم اقام المرصد ورش عمل استهدفت ما يقارب من 100 منظمة محلية عاملة في الميدان في 17 محافظة على مرحلتين، وهدفت لتعريفهم بآليات النزاهة والشفافية في المساعدات الإنسانية والاطلاع على صور الفساد التي تواجهها المنظمات في الميدان، كما نظم ورشة خبراء لمناقشة وتطوير الدليل بمشاركة ممثلي منظمات دولية ومحلية عاملة في المساعدات الإنسانية وناشطين وأكاديميين مختصين في هذا المجال.
ويهدف المرصد من خلال اصدار الدليل الى تحسين عملية تقديم الخدمات الانسانية، وتعزيز ثقافة النزاهة والشفافية فيها، ورفع قدرات افراد المجتمع، ومنظمات المجتمع المدني، واشراكهم في عمليات الرقابة والتقييم على المساعدات، وتمكين الموظفين والعاملين في مجال تقديم المساعدات، بمختلف مستوياتهم، من الإحاطة بالقواعد والضوابط الواجب اتباعها، وتعزيز الوقاية ومنع تفشي الفساد التي قد تصاحب عملية تقديم المساعدات الانسانية.
إضافة تعليق