تتحدى النساء في اليمن الموت والدمار من حولهن ، وكثيرا ما يدفعن ثمنا باهظا. ومع ذلك ، لا تزال أصواتهن ومهارتاتهن مهمشه.
قتلت الناشطة في مجال حقوق الإنسان ريهام البدر الذبحاني وزميلها مؤمن سعيد حمود سالم اثناء تسليم المساعدات الانسانيه في مدينة تعز، جنوب غرب اليمن شهدت بعضا من أعنف المعارك منذ الصراع الدائر تصاعدت في 2015.
وفرت منظمات المجتمع المدني والمبادرات المخصصة شريان الحياة الاساسيه للناس في المدينة المحاصرة. حيث قادت العديد من هذه الجهود نساء شجاعات. قالت صديقتها داليا للانباء العربية ان "ريهام كانت مثل النحلة ، يمكنك ان تجدها في كل مكان في تعز وهي تعطي المساعدات للناس". "أولئك الذين يعرفون ريهام ، يعرفون حجم خسارة تعز".
سببت الحرب في اليمن خسائر جسيمة خاصة في حياة المدنيين. ووفقا للأرقام التي أعدتها الأمم المتحدة ، حيث قتل 16,200 شخصا من بينهم 10,000 مدنيا ، وشرد أكثر من 3,4 مليون شخص. وقد دمرت الهياكل الاساسية والصحية ونظم التعليم في البلد. حيث أصيب مليون شخص بالكوليرا في أكبر تفشي لهذا المرض في العالم.
وأدت الحصارات البرية والبحرية للبضائع التجارية ، بما في ذلك بعض المساعدات الانسانيه ، إلى تفاقم ألازمه ، مما دفع ببلد عانى من الفقر المدقع إلى حافة المجاعة. ويواجه اليمن ما وصفه الكثيرون بأنه "اسوا أزمة انسانية في العالم" مع وجود أكثر من 22 مليون شخص في حاجة إلى مساعدة لإنقاذ الحياة.
ويحتل اليمن المرتبة الاخيرة في المؤشر العالمي لوجود فجوة في مؤشر عدم المساواة بين الجنسين قبل تصعيد النزاع ، مما ادى إلى تفاقم أوجه عدم المساواة الهيكلية. كما زادت معدلات النساء اللاتي يعانين من سوء التغذية ، وكذلك حالات العنف ضد المرأة ، وزواج الأطفال.
وخطت المرأة اليمنية خطوات كبيره نحو الإدماج السياسي في مؤتمر الحوار الوطني عام 2013 ، لكن مشاركتها همشت فيما بعد ، ولم تشارك سوى قلة من النساء اليمنيات في عمليه السلام المتوقفة الآن.
* في الصورة المضافة في الخبر تظهر أحد الجنود الذي يقوم بمساعدة ريهام البدر وصديقتها نسيم الفقيه لتجنب القناصة والألغام الأرضية ليتمكتا من توزيع الماء والغذاء للأسر المحاصرة في تعز.
وهذا هو التحدي الغير عادي والتي عملت في سياقه مبادرة حبي لها الإنسانية حيثما تعمل رهام البدر والتي كانت بين العديد من النساء الأخريات التي صعدن لإيصال العديد من المساعدات الإنسانية الأكثر احتياجية لها كما كانت تقوم بالتوسط لحل الصراع.
وتقوم المرأة بتنسيق خدمات الاغاثه مثل فتح المدارس والوحدات الطبية ؛ تقديم الاغذية والمساعدة الطبية وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان الفيام بوقفات إحتجاجية للإفراج عن المختفيين.
كما تقوم المرأة اليمنية أيضا بدور ريادي ومؤثر في الجهود الرامية إلى دعم وتنشيط عمليات حل النزاعات المحلية. وفي العديد من المحافظات ، نجحت المرأة ومبادراتها في حل النازعات المحلية ، واحتواء العنف ، وتوجيه المجتمعات بعيدا عن الصراعات المسلحة.
وفي بعض الأحيان تمارس المراة أدوارا متضاربة في حل الصراعات ، وتقوم بالعمل على أساس معايير الجندر وتقوضها لحشد الدعم المجتمعي ، واشراك القادة ، والتفاوض بشان وقف إطلاق النار ، والمطالبة بالسلام بإصرار.
ترى المرأة مجتمعاتها وبلدها الذي خربته الحرب ، كما تدرك ان هذه التحديات لا يمكن حلها بدونها.
ان القيادة النسائية المتطلبة في تحقيق الاستقرار في المجتمعات اليمنية المهددة بالصراع ليست نادره أو منعزلة أو جديده. لكن جهودهن المسخرة غير معترف بها في وسط القيود المفروضة على المرأة في المجتمع وما هو مناسب لها للقيام به.
كما يجب علينا ان نعترف بالتزام المرأة وقوتها في تعزيز السلام والاستقرار في مواجهة الصراع المعقد وتداعياته الانسانية، واحداث تغيير تحويلي.
وفي مقابلة مع هيئه الأمم المتحدة للمرأة في أواخر العام الماضي ، قالت ريهام: "ان المرأة ترى مجتمعاتها وبلدها الذي خربته الحرب ، وهي تدرك ان هذه التحديات لا يمكن حلها بدونها".
وفي جميع انحاء اليمن ، تتحدي النساء الموت والدمار من حولهن ، وكثيرا ما يدفعن ثمنا باهظا للقيام بذلك. ومع ذلك ، ما زالت أصواتهن ومهاراتهن مهمشة ومشاركتهن محدودة.
كما ان العنف الذي يمارس علي المدنيين والشركاء الإنسانيين في اليمن ، والذي اودي بحياة ريهام وزميلها ، يؤدي دورا قويا في إسكات الذين يسعون جاهدين لحل التحديات العديدة التي تواجهها البلد.
ويجب الا نسمح بالاستعاضة عن النقاش والحوار بالصمت والخوف. ونطالب باحترام أرواح المدنيين. وبالنسبة لنا جميعا نسعى إلى إيجاد حل دائم للصراع في اليمن ، يجب ان نعترف بخبرات جميع الأفراد في المجتمع ، وان ننظر إلى ما وراء المعايير والقوالب النمطية ، لكي نجعل جهودنا شاملة حقا.
المصدر: open democracy
إضافة تعليق