أقامت مؤسسة بيسمنت الثقافية يومي الاثنين والثلاثاء 19- 20 فبراير 2018، ورشة تدريبية ضمن نشاط (فضاءات) الذي تقدم فيه مناظرات تناقش قضايا مختلفة تهم المجتمع، استهدفت الورشة التدريبية طلاب المدارس، وتم اختيار المشاركين عن طريق استمارات المشاركة بناء على اهتمامهم بمجال المناظرة، ومشاركتهم في المناظرات التي تقام في المدارس.
شارك في الورشة 18 مشاركاً (8 فتيات, 10 فتيان) تتراوح أعمارهم بين 15- 20 عاماً، حيث تم تجاوز العدد الذي حددته بيسمنت في إعلانها مسبقاً (6 متدربين)، ليتم تدريب 18 مشاركاً كي يستفيد أكبر عدد من الفئة المستهدفة الراغبين في اكتساب هذه المهارات، وسيتم اختيار ستة منهم للمشاركة في المناظرة التي ستقيمها مؤسسة بيسمنت الثقافية في مارس القادم، وقد حرصت بيسمنت على تحقيق توازن في عدد الذكور والإناث من المشاركين، وقام بتدريبهم: الأستاذة جهاد بابريك وشيماء جمال.
تناول التدريب عدة محاور، كان أبرزها تقديم خلفية عامة عن المناظرة (تعريفها, أنواعها، فوائدها، نماذجها)، وتطرقت المدربات بعد ذلك إلى أسلوب المناظرة، وفن الإلقاء الذي تضمن عرض نماذج من خطابات مؤثرة عبر التاريخ, وتم مناقشة المشاركين حول الصعوبات التي قد تربكهم أثناء إلقاء خطاباتهم كرهبة المسرح، والضجة التي قد يحدثها الجمهور، ونقص المعلومات. وقدمت لهم المدربات تقنيات مساعدة لتجاوز هذه الصعوبات، وقد تم تطبيقها في التمارين العملية التي كان لها النصيب الأكبر في الورشة، كما تدرب المشاركون عملياً على إعداد محتوى المناظرات (الأطروحة ، الحجة ، التفنيد).
في اليوم الثاني من الدورة التدريبية، أكملت المدربتان جهاد بابريك وشيماء جمال محاور الدورة التدريبية في مجال المناظرة، حيث كان التطبيق العملي لما تعلمه المشاركون، وتجسيد مناظرة افتراضية.
عرضت شيماء جمال على المشاركين أنواع المناظرات المختلفة والفرق بينها، وآلية سير المناظرة، وتوزيع الأدوار بين فريق العمل، ودور كل متحدث، وأهمية الجمهور ودوره في قياس رد الفعل وقدرة المتناظرين على الإقناع.
وأشارت شيماء إلى أن أسلوب المناظرات الذي تتبعه مؤسسة بيسمنت حالياً هو الأسلوب البريطاني، الذي يفتح المجال للمداخلات وحق الاعتراض أثناء الحديث، ولا يلتزم بوقت محدد.
وأكدت شيماء أثناء التدريب بأن أهمية المناظرة ليس الفوز بأغلبية أصوات الجمهور، بل اكتساب المشاركين الثقة والقدرة على عرض الحجج والإقناع، فالمناظرة كما تراها تمنح المتحدث القدرة على النقد الفكري، وتكسبه الكثير من المهارات في حياته العامة.
قدم بعدها المشاركون تطبيقات عملية تحدثوا فيها عن قضايا تهمهم، علقت عليها المدربتان جهاد وشيماء، وأعطين المشاركين ملاحظات للتحسين في الأداء وعرض المعطيات.
وقد شارك الباحث والمدرب الأستاذ توفيق الجند بمداخلة سريعة تحدث فيها إلى المشاركين، نصحهم فيها أن يضعوا أنفسهم في مكان الطرف الآخر أثناء المناظرة، كما نصحهم أن يبحثوا عن الحقيقة دائماً في حياتهم، ويتأملوا في حقائق الحياة.
في الجزء الأخير من الدورة أعطي المشاركون الوقت للإعداد لمناظرة مكتملة الأركان اعتماداً على المعلومات والملاحظات التي قدمت لهم في يومي التدريب، وتم توزيعهم في فرق مؤيدة ومعارضة للقضايا الثلاث التي تم اختيارها: (هل يجب أن تحصل المرأة على دور أكبر في المجتمع مقابل الرجل؟، هل يجب إعطاء النشء حق الانتخاب؟، هل التعليم في المدارس الخاصة أكثر كفاءة من المدارس الحكومية؟).
حيث أثبت المشاركون أنهم رغم حداثة سنهم قدرتهم على الحديث والإقناع وتفنيد الحجج، واطلاعهم على الكثير من المعلومات والحقائق، واستفادتهم مما تعلموه في هذه الدورة.
ستقوم بيسمنت بتنظيم مناظرة خلال الشهر القادم تجمع فيها الشباب الذين تم اختيارهم.
إضافة تعليق