نشر الكاتب عبدالرحمن البريهي مقالا مطولا بعنوان, عن الوزير الذي قاد جبهة السياسة اليمنية .تحدث فيه عن نجاحات قادها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي
نص المقال :
بعيدا عن الجانب العسكري للأزمة اليمنية الحالية برز اسم السياسي اليمني عبدالملك المخلافي والذي يشغل منصب وزير الخارجية منذ تعيينه في ديسمبر 2015 حتى الآن كأبرز الأسماء التي لعبت أدورا في ادارة الأزمة اليمنية في جانبها السياسي من خلال قدراته في إعادة بناء الدبلوماسية اليمنية التي انهارت بفعل الانقلاب، وقيادته لعدد من جولات المفاوضات السياسية كرئيس لوفد الحكومة الشرعية في مفاوضات جنيف والكويت، بالإضافة إلى معالجة عدد من القضايا من منصبه كنائب رئيس وزراء ووزير للخارجية.
ولعل نجاحات مهندس الدبلوماسية اليمنية كما يطلق عليه لم تكن وليدة الصدف، بل إن المخلافي بنى هذه النجاحات مستندا على تاريخ نضالي طويل في مقارعة استبداد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وتاريخ سياسي من خلال المناصب الحزبية والسياسية التي تبؤها خلال مسيرته الطويلة ما جعلت منه السياسي المحنك الذي يعرف كيف يدير الأزمات ويتعامل معها بإقدام الثائر ونضج المفكر ودهاء السياسي.
في مطلع شبابه تأثر المخلافي بطلائع الثورة العربية التي قادها الرئيس جمال عبدالناصر، ومع انتشار حركة المد القومي في الأقطار العربية التحق المخلافي بالتنظيم الناصري في اليمن والذي كان يمارس عمله بشكل سري، ومن اوساط هذا التنظيم مارس المخلافي العمل السياسي حتى أصبح أمينا عاما للتنظيم وهو لا يزال في مطلع العشرينيات من العمر.
عقب فشل الانتفاضة التي نفذها الناصريون ضد نظام صالح تعرض العديد منهم للتصفية والمضايقات والاعتقالات، وكان المخلافي الشاب واحدا ممن تعرضوا للاعتقال والسجن لتزيده هذه التجربة اصرارا على مواصلة النهج النضالي لاستكمال المشوار الذي بدأه رفاقه.
طوال مسيرته السياسية والتي بدأت مبكرا وهو في ريعان الشباب اكتسب المخلافي خبرة في فنون القيادة والتفاوض والحوار ، كما أن عمله في مجال الصحافة وترأسه لتحرير صحيفة الوحدوي قد فتح أمامه الكثير من الآفاق وزاد من حجم المعرفة لديه، كما صنعت منه شخصية مؤثرة على مستوى الوطن العربي باعتباره واحدا من أبرز رجالات الفكر القومي العربي.
مع توليه منصب الأمين العام للتنظيم في مرحلة العلنية في تسعينيات القرن الماضي شكل المخلافي عددا من التحالفات السياسية المعارضة لصالح، وشارك في عدد من الحوارات السياسية مع الفرقاء اليمنيين وهذا ما زاد من خبرته السياسية التي جعلته واحدا من أشهر وألمع السياسيين اليمنيين.
في الأزمة اليمنية الحالية كان الرئيس هادي يدرك احتياج حكومته لسياسي محنك لإدارة الملف السياسي للأزمة فوقع اختياره على السياسي عبدالملك المخلافي ليتم تعيينه على رأس الدبلوماسية اليمنية وزيرا للخارجية منذ ديسمبر 2015 ومنذ تعيينه حتى الآن استطاع المخلافي اصلاح الهيكل الإداري للخارجية اليمنية والتي كانت في مجملها موالية لصالح، كما نجح في إدارة ملف المفاوضات السياسية والتأثير على الفاعلين الدوليين وفي مقدمتهم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن من أجل تأييد مواقف الحكومة الشرعية وسحب البساط من أيد الانقلابيين، وبذلك جعل المخلافي صوت الحكومة الشرعية هو الصوت المعبر عن الشعب اليمني في كل المحافل الدولية والاقليمية.
وإذا كان من الطبيعي أن ينزعج الانقلابيون من الأداء السياسي للوزير المخلافي وإدارته لملف الأزمة اليمنية فإن المستغرب هي حالة الاستهداف الممنهجة التي تريد تشويهه والنيل منه من قبل المطابخ الاعلامية التابعة لبعض القوى المحسوبة على الشرعية حيث بدأت هذه الحملات مع بدء الأزمة الخليجية في يونيو من العام الماضي، ما يؤكد ارتباط هذه الحملات بمخابرات دولة خليجية تنكرت لمحيطها العربي وأولت وجهها شطر إيران.
إضافة تعليق