الحملة التي يتعرض الأخ والصديق عبد الملك المخلافي هي بسبب نجاحه وليس العكس . فخصوم الشرعية لا يمكن أن يستفزهم فشله لو كان فاشلاً في أداء مهمته ، وهم لا يهاجمونه ليل نهار إلا لأن أداءه في قيادة الدبلوماسية أزعجهم على أكثر من صعيد على الرغم من الظروف القاسية التي تعمل في ظلها . فهذه الجبهة الواسعة والمعقدة التي تعمل بدون رواتب أو صرفيات تشغيل لفترات تمتد لأكثر من نصف سنة في كثير من الأحيان ، تأتي في المقام الثاني بعد الجبهة العسكرية في مقاومة الانقلاب وهزيمته والعمل على استعادة الدولة المصادرة ، ولذلك يركز أعداء الشرعية على كسرها باختلاق الإشاعات والأكاذيب في معركة سياسية وإعلامية يومية. وكسرها يعني كسر أهم قوائم مقاومة الانقلاب .
أما يتعرض له من داخل الشرعية ،وهو الأهم ، فلا شك أنه مرتبط بحسابات لا تفرق بين النقد الذي يحاكم الخطأ بمسئولية الحفاظ على مكانة الانسان بعيداً عن التشويه الذي يمارسه الخصم ، والنقد الذي يجعل من الفعل مهما كان صغيراً أو مختلقاً أداة لكسر الشخصية .
عبد الملك سياسي لديه رؤاه التي يتفق أو يختلف فيها مع الآخرين كأي قائد سياسي ، لكنه في موقعه هذا كوزير للخارجية يعبر عن رأي الشرعية وهو ما جعل الدبلوماسية اليمنية تتحرك بتناغم كبير فيما يخص القضايا المحورية التي يرتكز عليها النشاط الدبلوماسي الخارجي .
وللإنصاف ، هناك كثير من القضايا الوطنية التي لا تزال قيد التفكير والبحث ، وفيها قدر من الإختلاف فأنه يتعامل معها بمرونة كبيرة ولا تتأثر في العمل اليومي بقناعاته عندما يتعلق الأمر بوجهات نظر متباينة .
تابعت مقابلاته الاخيرة ، وأعتز كصديق أن أراه بذلك المستوى الرفيع من الاحترام لمسئوليته ، وحتى عندما تختلف معه فإن المنطق الذي يتحرك من خلاله لا يستبان منه تعصب يجر مخالفيه نحو القطيعة ، وهو بطبيعته لا يقطع بموقفه من أي قضية فرصة الاتفاق ، أو بقاء الاختلاف بمودة.
العمل السياسي والدبلوماسي في اليمن شائك بما فيه الكفاية لتحيط بالانسان أكوام من الحطب كفيلة باشعال نيران تحرق السياسة وأبو السياسة .