اٌغلقت مراكز التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة في تركيا وسط حالة من الترقب لقرار الناخبين بشأن مساعي الرئيس رجب طيب أردوغان الفوز بفترة رئاسة ثانية.
وأيا يكن الفائز في الانتخابات الرئاسية، فإنه سوف يتمتع بصلاحيات واسعة تغلب النظام الرئاسي على البرلماني.
ونُقل عن أردوغان قوله إن الانتخابات شهدت إقبالا مرتفعا.
ونافس أردوغان في الانتخابات خمسة مرشحين آخرين بينهم امرأة.
وأشارت تقارير إلى حدوث انتهاكات شملت ترويعا للناخبين في محافظة أورفان الجنوبية على الحدود مع سوريا.
وقالت هيئة الانتخابات التركية إنها سوف تحقق في أي انتهاكات محتملة.
وكان الرئيس التركي قد قال في تصريحات عقب إدلائه بصوته إن "الإقبال الكبير يظهر نضج الديمقراطية في تركيا".
ومن المتوقع أن تظهر النتائج الأولية في وقت لاحق الأحد.
وشاركت في السباق الرئاسي ميرال أكشينار، مرشحة عن حزب الخير. وهي وزيرة داخلية سابقة وكانت قيادية في حزب الحركة القومية وانشقت عنه وشكلت حزبا جديد بسبب تحالف زعيم الحزب دولت بهجلي مع أردوغان.
وتعارض أكشينار بشدة تحول تركيا إلى النظام الرئاسي وتعهدت بإعادة العمل بالنظام البرلماني ورفع حالة الطوارىء التي تعيشها البلاد منذ عامين.
وإذا فاز أردوغان، سوف يتمتع كرئيس بصلاحيات واسعة جديدة يقول عنها المعارضون إنها ستضعف الحكم الديمقراطي في البلاد.
ولا تزال تركيا تعيش في حالة طوارئ فُرضت في أعقاب محاولة الإنقلاب الفاشلة في يوليو/تموز 2016.
أحد المرشحين طالب أنصاره بحماية صناديق الاقتراع من "احتيال محتمل" من جانب حزب العدالة والتنمية الحاكم.
ماذا قال المرشحون؟
نظم أردوغان ومنافسه الرئيسي، محرم إينجه، تجمعات انتخابية حاشدة ، في يوم السبت الذي كان آخر يوم في حملاتهم الانتخابية، وشدد كل منهما على عدم أهلية الآخر لإدارة حكم تركيا.
وحذر إينجه، الذي أعادت حملته الدعائية القوية الحياة إلى المعارضة المرتبكة في تركيا، من أن البلاد "تكاد تنزلق نحو الحكم السلطوي تحت إدارة أردوغان".
وقال، وسط ما لا يقل عن مليون شخص تجمعوا في اسطنبول: "إذا فاز أردوغان فسيستمر التنصت على هواتفكم. سيظل الخوف مسيطرا. إذا فاز إينجه ستكون المحاكم مستقلة".
وأضاف أنه إذا انتخب رئيسا سترفع حالة الطوارئ في تركيا خلال 48 ساعة.
وتسمح حالة الطوارئ للحكومة التركية بتجاوز البرلمان.
في المقابل، سأل أردوغان، أنصاره: "هل ستعطونهم صفعة عثمانية غدا؟
واتهم الرئيس التركي منافسة محرم إينجه، المدرس السابق والنائب البرلماني لنحو 16 عاما، بالافتقار إلى مهارات القيادة.
وقال أردوغان "أن تكون مدرسا للفيزياء يعني شيئا واحدا، إنه شيء آخر مختلف عن إدارة بلد. أن تكون رئيسا أمر يحتاج إلى خبرة".
وقال لأنصاره إنه يخطط لإطلاق عدد كبير من مشاريع البنى التحتية لتعزيز اقتصاد البلاد.
كيف جرى التصويت؟
جرى تصويتان، الأحد، أحدهما لاختيار رئيس تركيا القادم والآخر لاختيار أعضاء البرلمان.
ويبلغ عدد الأتراك الذين يحق لهم التصويت نحو 60 مليون شخص.
وإذا حصل أحد المرشحين على أكثر من 50 في المئة من الأصوات، فسيفوز بالمنصب.
وإذا لم يبلغ أحد هذه العتبة الانتخابية، فسيتنافس المرشحان اللذان حصلا على أكثر الأصوات، في جولة ثانية في الثامن من يوليو/تموز.
وفي الانتخابات البرلمانية، واجه حزب العدالة والتنمية، منافسة شرسة للاحتفاظ بالأغلبية في البرلمان المكون من 600 مقعد.
ويختبر السباق ائتلافا بقيادة الحكومة أمام تحالف من أحزاب المعارضة.
ما هي قضايا الانتخابات الرئيسية؟
القضية الكبرى هي الاقتصاد. وقد شهدت الليرة التركية تراجعا وبلغت معدلات التضخم نحو 11 في المئة.
وتأتي قضية "الإرهاب" ثانيا، إذ تواجه تركيا هجمات من المسلحين الأكراد والجهاديين في تنظيم الدولة الإسلامية.
ماذا يحدث إذا فاز أردوغان؟
سيبدأ ولايته الثانية بنسخة جديدة للمنصب تتمتع بصلاحيات غير مسبوقة، إذ كانت الرئاسة في يوم ما مجرد دور شرفي، لكن في أبريل/نيسان 2017، أيد 51 في المئة من الناخبين الأتراك دستورا جديدا يمنح الرئيس سلطات جديدة.
وتضم هذه الصلاحيات:
تعيين كبار المسؤولين تعيينا مباشرا، من بينهم الوزراء ونواب الرئيس.
صلاحيات بالتدخل في النظام القانوني للبلاد.
صلاحيات بفرض حالة الطوارئ.
كما سيلغى منصب رئيس الوزراء.
ويتهم المعارضون أردوغان بمحاولة تحويل البلاد إلى نظام حكم الفرد الواحد.
إضافة تعليق