تنطلق، الأحد، في العاصمة الموريتانية، نواكشوط، أعمال القمة الإفريقية الحادية والثلاثين تحت شعار مكافحة الفساد.
وفرضت السلطات الموريتانية إجراءات أمنية مشددة، في الوقت الذي تحولت فيه فيلات فاخرة إلى مراكز إقامة لاستقبال مختلف الوفود، نظرا لتواضع البنية التحتية السياحية في البلاد.
وبدا التفاؤل طاغيا على الاجتماعات التحضيرية للقمة، رغم حساسية ملف الفساد في إفريقيا، إذ تفيد تقارير دولية على أن القارة لا تزال الأكثر فسادا في العالم.
وتقول مفوضة الاتحاد الإفريقي للشؤون الاجتماعية، أميرة الفاضل، لبي بي سي إن "الفساد، في إفريقيا، ينخر جميع القطاعات، وهو ما يفترض أن يكون هناك توجه لمكافحته بمقاربة متعددة الأبعاد"، على حدّ قولها.
من جانبها، ترى وزيرة الرعاية الاجتماعية السودانية السابقة أن "الهدف ليس توحيد التشريعات في مجال مكافحة الفساد بقدر ما هو الاتفاق على معايير محددة تحول دون تفاقم هذه الآفة"، موضحة أن "الاتحاد الإفريقي سيقترح خطة نموذجية لتبنيها من طرف الدول الأعضاء".
وتقدر الأمم المتحدة كلفة الفساد في إفريقيابنحو ١٤٨ مليار دولار سنويا، من بينها ٥٠ مليار دولار جراء التدفقات المالية غير المشروعة.
وتقبع دول ليبيا والسودان وجنوب السودان والصومال في قاع مؤشر مكافحة الفساد، الذي تصدره منظمة الشفافية الدولية كل عام.
"إفراط في التفاؤل؟"
بيد أنّ مراقبين حذروا من الإفراط في التفاؤل، خاصة أن هناك فجوة شاسعة بين مختلف دول الاتحاد الإفريقي.
وقال الكاتب الصحفي الموريتاني، داده فاضل، "إن الضرورة تقتضي أن تنعكس مخرجات قمة نواكشوط إيجابا على كلّ إفريقي وألاّ تبقى مجرّد حبر على ورق".
ولفت فاضل إلى أن الموارد الطبيعية الضخمة التي تزخر بها إفريقيا لم تنعكس على نسب النمو الاقتصادي، جراء الفساد، بل تحولت إلى نقمة على معظم دول القارة.
ومن المتوقع أن تتطرق القمة الإفريقية إلى جهود مكافحة الإرهاب والأزمات التي تشهدها القارة وفي مقدمتها الملف الليبي إضافة إلى ملف الهجرة، الذي ألقى بظلاله على العلاقات الإفريقية الأوروبية، عشية انعقاد القمة.
وتضغط بروكسل على دول شمال إفريقيا من أجل قبولها بإنشاء مراكز لإيواء المهاجرين غير النظاميين القدامين من إفريقيا جنوب الصحراء.
وتظهر لافتات، داخل مركز "مرابطون" للمؤتمرات، مكان انعقاد القمة، شعارات من قبيل "مكافحة الفساد في إفريقيا للتصدي إلى الهجرة".
توتر موريتاني مغربي
وانطلقت التكهنات بشأن حضور عدد من القادة الأفارقة القمة من عدمه، وفي مقدمتهم العاهل المغربي، الملك محمد السادس، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين نواكشوط والرباط توترا.
وأفادت مصادر إعلامية بأن وزير الخارجية الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، استقبل السفير المغربي في نواكشوط، حميد شبار، الاثنين، بعد رفع أعلام جبهة بوليساريو في شوارع العاصمة الموريتانية، احتفاء بمشاركتها في قمة الاتحاد الإفريقي، وهو "ما يتعارض مع موقف الحياد الإيجابي المعلن من طرف موريتانيا بشأن قضية الصحراء"، حسب وسائل إعلام مغربية.
الاتحاد الإفريقي عبر التاريخ
١٩٦٣- تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية في ٢٥ أيار/ مايو في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بعضوية ٣٠ بلدا، بعد محاولات سابقة انطلقت بسلسلة اجتماعات في غانا عام ١٩٥٨. وتهدف المنظمة، حسب ميثاقها، إلى تحرير القارة نهائيا من الاستعمار والقضاء على التخلف الاقتصادي وتوطيد دعائم التضامن الإفريقي.
١٩٨٤- المغرب ينسحب من منظمة الوحدة الإفريقية بعد اعترافها بالجمهورية الصحراوية وقبولها عضوا في المنظمة
١٩٩٤ - انضمام جنوب إفريقيا إلى منظمة الوحدة الإفريقية بعد إلغاء نظام التمييز العنصري بشكل تام
١٩٩٩ - قمة سرت تقر تطوير العمل الإفريقي المشترك بإنشاء الاتحاد الإفريقي
٢٠٠٢ - تأسيس الاتحاد الإفريقي في قمة دربان بجنوب إفريقيا
٢٠٠٣ - استكمال مؤسسات الاتحاد الإفريقي في قمة مابوتو في الموزمبيق باستحداث مفوضية وبرلمان ومجلس للسلم والأمن
٢٠٠٥ - انطلاق العمل بنظام العقوبات على أي دولة عضو تتمسك فيها السلطة الحاكمة بانتهاك أحكام الدستور بتعليق عضوية توغو
٢٠١٧- المغرب ينضم مجددا للاتحاد الإفريقي، بعد مصادقة برلمانه على ميثاق الاتحاد الإفريقي ودعم ٤٠ بلدا لطلب عودته
٢٠١٨- إنشاء منطقة اقتصادية حرة في قمة كيغالي،
إضافة تعليق