معارك المساعدات الإنسانية باليمن .. حرب النفوذ في ظل الجائحة .

بعد ست سنوات من الحرب الأهلية الطاحنة، أصبح سكان اليمن بين خيارين، أحلاهما مُر؛ إما الموت بالمرض التنفسي «كوفيد_19» وإما الموت جوعًا.
 
 يأتي ذلك في ضوء تصريحات رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، جون نيكولاس بوز، بشأن التأثير المدمر للفيروس التاجي في الدولة اليمنية ، مُشيرًا إلى ، أن عدد الحالات المشتبه بإصابتها تتزايد بسرعة كبيرة، في الوقت الذي تضطر فيه وكالات المساعدة الدولية للتخلي عن البرامج الحرجة، حفاظا على أمانِ موظفيها
 
وقال بوز ، "قد يكون الفيروس التاجي هو القشة التي ستقسم ظهر اليمن" ، بحسب موقع "ساسة بوست"
 
وقال الموقع ، انه خلال سنوات الحرب، دمرت البنية التحتية في اليمن ، وعلى إثر ذلك أصبحت أكثر من نصف المرافق الصحية غير صالحة للاستخدام ، والنصف الآخر يحاول التعافي من آثار الكوليرا، وحمى الضنك، والملاريا وغيرها من الأمراض المستوطنة بالفعل في اليمن ، وبالتالي فقد سقط النظام الصحي اليمني قبل "كورونا" بسنوات ، فكيف سيتعامل مع جائحة بحجمها انهارت على إثرها أفضل أنظمة الرعاية الصحية في أوروبا والولايات المتحدة؟
 
ومع تزايد سيطرة الحوثيين – المدعومين من إيران- على شمال اليمن ، ازدادت القيود المفروضة من قبلهم على وكالات المساعدة الدولية، منها برنامج الغذاء العالمي طوال عام 2019، إذ كان من وجهة نظرهم الاستيلاء على المساعدات وتحويلها إلى المجهود الحربي، إحدى وسائل الحوثيين في تمويل عملياتهم، مما ترتب عليه اتفاق المشاركين في المفوضية الأوروبية على قطع المساعدات الإنسانية في اليمن، ما لم يتوقف الحوثيون عن عرقلة وصول المساعدات إلى مستحقيها، بحسبهم.
 
ونتيجة لذلك ، اتخذت الإدارة الأمريكية قرارًا بتعليق دعم الحالات الإنسانية في اليمن، 24 مارس (آذار) الفائت، وذلك للضغط على الحوثيين للالتزام بالقانون الإنساني الدولي.
 
 وفي مايو (أيار) الحالي؛ علقت "منظمة الصحة العالمية" مهامها في اليمن داخل المناطق التي سيطر عليها الحوثيون؛ وذلك خوفًا من تهديدات ومخاطر قد تطول أمن موظفيها بحسب ما قالته، وقد جاء ذلك بهدف الضغط على الحوثيين، فيما رآه البعض استجابة للضغوط الأمريكية ، واعتبرته المؤسسة دفعا من أجل التعامل بشفافية أكبر إزاء الفيروس التاجي المستجد وتقارير أعداد الإصابة والوفيات بعدما اتهمت الحكومة اليمنية - الحوثيين بإخفاء الأعداد الحقيقية لضحايا الجائحة.
 
وفي اليمن، لا أحد يعرف ما هو المرض؛ بحسب عامل المقبرة، أحيانا يقولون عنه الطاعون أو الملاريا ، لكن المؤكد هو أن الأسابيع الأخيرة قد شهدت حالات وفاة تقدر بالمئات، ومن بين عشرات الأشخاص الذين يشاركون في عملية "غسل" الموتى ودفنهم، لا أحد يتبع إجراءات الوقاية اللازمة وفقا لساسة بوست
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص