في اليمن هناك فئة من الناس يسميهم المجتمع للأسف بـ"الأخدام"، وإن أراد أحدهم أن يطلق عليهم لقباً أكثر انسانية فسيكون "المهمشين". وهم من الأقليات المضطهدة في اليمن والتي تعاني من التمييز بسبب لون البشرة.
الزواج من "المهمشين" يعتبر عاراً، والعائلة التي ستتزوج منهم تصبح منبوذة.
مؤخرا أثارت حادثة اليمة، حدثت في المعافر مدينة تعز، موضوع العنصرية التي تمارس ضد المهمشين. حيث تم اغتصاب طفلة اسمها (رسائل) من قبل خمسة أشخاص.
وعلى عكس ما يحدث لبقية اليمنيات، تم تجاهل القاء العقوبة على المغتصبين لأن (رسائل) من فئة المهمشين.
يقول رئيس الاتحاد الوطني للمهمشين باليمن والممثل عنهم في الحوار الوطني:
"هناك العديد من الجرائم التي تحدث لنا، ولكنها لا تجد الاهتمام الرسمي والنصرة المجتمعية. العلاقة بين السود وبقية فئات المجتمع تبدو شبه غائبة كونها تقوم على أٔساس عنصري، ولهذا تجدين أن المجتمع لا يتفاعل مع قضايا السود كما يتفاعل مع كثير من القضايا الحقوقية الخاصة بالمرأة البيضاء، والتي تجد النصرة معها كون غالبية الناشطات الحقوقيات من الفئة ذاتها".
أما سميرة قائد نبيش، المحامية عن الفتاة (رسائل)، فقالت بأنها تعرضت لتهجم من قبل جماعة تدعي أنها تابعة للبحث الجنائي وتم سحبها لاعتقالها ولكن أهالي الحي منعوا ذلك. وتقول أن سبب هذا التهجم هو الرغبة في إخافتها لتتوقف عن متابعة القضية.
ورغم توجيهات محافظ تعز للقبض على المجرمين إلا أنه لم يتم القبض عليهم حتى هذه اللحظة.
تقول المحامية سميرة أن هناك أصحاب نفوذ يقفون مع هؤلاء المغتصبين.
"(رسائل) تعاني نفسياً جراء اغتصابها إضافة لعدم القبض على الجناة، مما يجعل حالتها تسوء ومعاناتها تصبح أضعافاً".
وتضيف المحامية ،"لو كان الاغتصاب هذا حدث لفتاة من فئة أخرى لذهب أهلها لقتل المغتصبين، ولن ينتظروا القبض عليهم وتقديمهم للقضاء، وستقام الدنيا ولن تقعد نصرة لها".
وتتساءل المحامية: "هل بربك هكذا تكون المواطنة المتساوية في اليمن؟ ". أترك الإجابة لكم
*هند الارياني، صحفية وناشطة اجتماعية، مدافعة عن حقوق المرأة والطفل، حاصلة على جائزة المرأة العربية لعام ٢٠١٧.
إضافة تعليق