«تقييم الحوادث»: عملية مثلث «عاهم» استهدفت مواقع عسكرية مشروعة

فنّد فريق تقييم الحوادث في اليمن عدة حالات وردت إليه من بعض المنظمات الأممية والمحلية، تزعم قيام التحالف بغارات جوية تسببت في خسائر بشرية ومادية، مثبتاً صحة الإجراءات التي قام بها التحالف، وأنها تتفق مع القانون الدولي الإنساني. وأوضح المستشار منصور المنصور المتحدث باسم فريق تقييم الحوادث في اليمن أن الفريق استمر في تقييم الحالات، رغم جائحة «كورونا»، وأصدر، خلال الأسابيع الماضية، عدة بيانات مفصلة عن بعض الحالات الواردة إليه. وتطرق المنصور إلى ما ورد في خطاب المقرر الخاص بالإعدام خارج نطاق القضاء من أن قوات التحالف قصفت في عام 2018 عربة عسكرية للحوثيين بمديرية زبيد بالحديدة، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 8 آخرين. وأفاد المستشار منصور بأنه بعد التحقق تبين أن قوات التحالف لم توجد في المنطقة محل الادعاء في التاريخ المذكور، ولم تنفذ أي عمليات أو مهام جوية على زبيد، وكان أقرب هدف في ذلك اليوم في الخوخة، ويبعد 41 كيلومتراً عن زبيد. كما أكد المنصور أن البحث في يوم سابق ويوم لاحق لتاريخ الادعاء أثبت عدم تنفيذ التحالف أي عمليات في زبيد، وعليه، فإن التحالف لم يستهدف أي عربة في زبيد بتاريخ الادعاء. فريق التقييم ردّ كذلك على ادعاء جاء من ثلاث جهات دولية، أولها منظمة «هيومن رايتس ووتش» بأن التحالف قصف، في يوليو (تموز) 2015، سوقاً في مثلث عاهم بحجة أدت لتدمير ست بنايات فيها مبنى من أربعة طوابق ومتجر ومطعم وفندق وشاحنة نقل مياه وسيارة. وبحسب المنظمة التي تفقّد موظفوها الموقع، على حد قولهم، وتحدثوا مع عدد من الشهود، فقد أكدوا وقوع ضربة جوية على محطة وقود، وأخرى على ملعب كرة قدم، وضربة ثالثة على مبنى خالٍ، وأسفر القصف عن مقتل 65 مدنياً وإصابة آخرين. الادعاء نفسه ورد من منظمة «أطباء بلا حدود»، وأن سلسلة ضربات جوية استهدفت سوقاً مزدحمة أدت إلى مقتل 20 شخصاً، كما أورد أحد المواقع تقريراً عن وقوع ضربة جوية في مثلث عاهم. وأشار المتحدث باسم فريق التقييم إلى أنه، بعد التحقق ومقابلة المعنيين والاستماع والاطلاع على جميع الوثائق والتقارير الاستخباراتية، اتضح أن مثلث عاهم يبعد عن الحدود السعودية 16 كيلومتراً، وكان الموقع وقت العملية العسكرية تحت سيطرة الحوثيين وقوات صالح، حيث عزّز الحوثيون وقوات صالح قواتهم استعداداً لعملية اجتياح للحدود السعودية، وقام كثير من المدنيين بالنزوح عن المنطقة خوفاً من العمليات العسكرية. وأضاف المنصور: «تم كذلك رصد تخزين صاروخ باليستي في حظيرة في منطقة شبه معزولة، وهذه أهداف عسكرية مشروعة وفقاً للقانون الدولي، إلى جانب بث راداري لصواريخ (سام 2) و(3) في الموقع، وبذلك سقطت الحماية القانونية عن هذه الحظيرة لاستخدامها لأغراض عسكرية، وقام التحالف باستهداف صاروخ باليستي بقنبلة موجهة مباشرة، وفي الليلة نفسها، استهدف تجمّع للحوثيين وصالح وعربات عسكرية بقنبلة موجهة أخرى أصابت الهدف بدقة». ولفت المنصور إلى أن الشهود أفادوا بأن الغارات الثلاث على ملعب الكرة، والمبنى من أربعة طوابق، ومحطة الوقود غير صحيحة، مبيناً أن المنطقة كانت معقلاً للميليشيات الحوثية وتحت سيطرتهم، وعليه، فإن إجراءات التحالف صحيحة وتتفق مع القانون الدولي الإنساني، مع ذلك أوصى الفريق أن يقدم التحالف المساعدات اللازمة للأضرار الجانبية التي وقعت.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص