خرجت عدد من المحطات النيلية في السودان عن الخدمة، بسبب انحسار مفاجئ للنيلين الأبيض والأزرق ونهر النيل، وذلك بعد أيام من صور التقطتها أقمار صناعية بانحسار مياه ببحيرة سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل الأزرق.
وقالت هيئة مياه العاصمة السودانية الخرطوم، الأحد، إن محطات الصالحة (أ) و(ب)، وبيت المال، وشمال بحري، وأم كتي، والشجرة، خرجت عن الخدمة جراء الانحسار المفاجئ للأنهار الثلاثة.
وأكد المدير العام للهيئة "أنور السادات الحاج محمد"، إلى أنه "تم إنزال منصات مضخات المياه الخام لأدنى مستوى لها في محطة مياه سوبا، ومحطة مياه بحري القديمة، ومحطة مياه المقرن، ومحطة مياه المنارة."
موضحاً أن "ما نجم عن الانحسار أدى لخفض كميات المياه النقية المنتجة من المحطات المذكورة، وأن الهيئة أبلغت إدارة الخزانات بخروج محطاتها عن الخدمة للانحسار المفاجئ".
وأفاد المسؤول ، بأن "إدارة الخزانات عادت، وأبلغت الهيئة عن فتح عدد من بوابات خزان الروصيرص وبأن المياه ستنساب نحو الولايات في المسار النيلي في غضون "24ساعة"، كما توقع في الوقت نفسه "حدوث شح في إمداد المياه في عدد من الأحياء بالولاية، ونقصها الحاد في مناطق أخرى بعيدة"
الجدير بالذكر أن السودان، قد أعلن الأربعاء الماضي، عن تراجع مستويات المياه بنسبة 90 مليون متر مكعب يوميا بسبب إغلاق بوابات سد النهضة الإثيوبي.
و قال رئيس اللجنة الفنية بالوفد السوداني في المفاوضات سد النهضة "صالح حمد"، في تصريحات تلفزيونية، إنه تم رصد انخفاضا في كمية المياه الواردة إلى السودان، خلال الأيام الماضية، إلا أنه قال إنه لا يمكن تأكيد البدء الأولي، لعملية تخزين المياه في بحيرة السد، مشدداً على أن بلاده تفضل ألا تتصرف أي دولة بشكل أحادي، خاصة أن هناك مفاوضات جارية.
وحافظ منسوب النيل الأزرق على مستوى انخفاضه، بعد 4 أيام من إعلان إثيوبيا بدء تعبئة خزان سد النهضة، قبل أن تتراجع عن هذا الإعلان.
وأبلغت إثيوبيا الخميس الماضي، السودان، بعدم صحة خبر شروع السلطات الإثيوبية في ملء بحيرة سد النهضة، عقب تصريحات نسبت لوزير الري الإثيوبي ببدء عملية ملء السد تزامنا مع صور متداولة التقطتها أقمار صناعية تشير إلى بدء العملية في السد الإثيوبي.
وينتظر خلال أيام، عقد اجتماع وزاري جديد بين الدول الثلاث برعاية الاتحاد الأفريقي، سعيا لتسوية الأزمة، في حين قال مراقبون إن الاجتماع سيعقد الثلاثاء المقبل، رجحت مصادر أخرى، أن يكون الاجتماع على مستوى الرؤساء.
ومن المتوقع أن الاجتماع المرتقب، سيبحث التقارير التي رفعت مؤخرا للاتحاد الأفريقي، بما فيها مقترح اتفاق تقدم به السودان، بعد بلوغ المفاوضات طريقا مسدوداً.
وبعد فشل جولات التفاوض الثلاثية الأخيرة بين إثيوبيا ومصر والسودان، لا تبدو في الأفق أي إشارة لاحتمال انفراج قريب، في ظل تمسك كل من أديس أبابا والقاهرة بموقفيهما، حيث ترفض دولتا السودان ومصر الاتجاه الأحادي لإثيوبيا وملء السد قبل التوصل إلى اتفاق في القضايا الفنية والقانونية العالقة.
وتتخوف الدولتان من تأثير سد النهضة على حصتيهما من مياه النيل الأزرق، بينما تؤكد إثيوبيا أن السد لن يؤثر على حصتي البلدين ويخدم مصالحهما في مشاريع التنمية وتوليد الكهرباء.