غضب في اليمن لمقتل الشاب "الأغبري".. صحفيون: الجريمة بشعة بكل المقايس وناشطون يطلقون هاشتاج "#الشعب_يريد_القصاص"

أثارت جريمة مقتل الشاب اليمني الذي ينتمي الى محافظة تعز بعد ضربه بوحشية من قبل 5 أشخاص في صنعاء، غضبا عارما في عموم محافظات اليمن وبين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.

واطلق ناشطون هاشتاج #الشعب_يريد_القصاص على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بالاقتصاص من قتلة الشاب عبد الله قايد الاغبري.

وتداول الناشطون، خلال الساعات الماضية، مقطع فيديو يوثق الجريمة، إضافة إلى عدد من الصور، وسط سخط مجتمعي من الوحشية التي تعامل بها الجناة مع الضحية، الذي قتل وفق ناشطين بتهمة سرقة هواتف جوالة من المحل الذي يعمل فيه، لكن آخرين أرجعوا سبب الجريمة إلى محاولات الشاب وقف ابتزاز فتيات كن يرتدن المحل لإصلاح هواتفهن.

وتعود تفاصيل القضية، إلى نهاية أغسطس الماضي، عندما قتل الشاب الأغبري وهو من أبناء مديرية حيفان بمحافظة تعز، على يد 5 أشخاص بينهم مالك المحل الذي كان يعمل فيه، بعد تعذيبه لمدة 6 ساعات بشكل وحشي ، وهم:  عبدالله حسين ناصر السباعي (25 عاما) من محافظة عمران، محمد عبدالواحد محمد مقبيل الحميدي (24 عاما) من محافظة إب، دليل شوعي محمد الجربه (21 عاما) من محافظة عمران، وليد سعيد الصغير العامري (40 عاما) من محافظة تعز و منيف قايد عبدالله علي المغلس (25 عاما) من محافظة تعز.

وأقدم الجناة الخمسه على قطع وريد المجني عليه، ونقلوه إلى أحد المستشفيات الخاصة، لإظهار ما حدث على أنه محاولة انتحار، إلا أن كاميرا المراقبة الداخلية للمحل، وثقت تفاصيل الجريمة.


وفي ذات السياق، قال الكاتب اليمني توفيق الجند، لم أشاهد المقطع الذي نُشر في قضية قتل وتعذيب الشاب عبد الله الأغبري، ولم أشاهد بحياتي كلها مقطعا بشعا حفاظا على توازني النفسي، ومع هذا لم تذهب التخيلات من ذهني، ولم تهدأ سكاكين الألم في صدري“.

وأضاف الجند في منشور على فيس بوك، رجال الأمن قاموا بدور بطولي في كشف الجريمة، ويجب على القضاء القيام بذلك أيضا، وعلى الرأي العام عدم التوقف عن إثارة القضية حتى النهاية“.

وكتب المدون اليمني عبد الله العلفي، أن عبد الله الاغبري (٢٤ عاما) قُتل بوحشية يندى لها الجبين، مجموعة تناوبوا على ضربه بطريقة شنيعة ومهينة وجبانة حتى الموت.. قبحهم الله الجبناء“.

وأضاف، المشكلة في اليمن أن أغلب جرائم القتل المشابهة تنتهي بالصلح بين أولياء دم الضحية والمجرمين خاصة عندما تكون الظروف المادية لأولياء الدم صعبة“، لافتا إلى أن ”القانون اليمني يشجع الصلح لحل قضايا جرائم القتل، وكأن جريمة القتل لمجرد خلاف بين طرفين ينتهي إما بالصلح وإما بحكم قضائي، والصلح في جرائم القتل مستحب في نظام بلادنا.

وأكد، ضرورة تطبيق أقصى العقوبة بحق الجناة“، قائلا، يا دولة.. جريمة قتل بتلك الوحشية التي قتل بها عبد الله الأغبري يجب أن ينال مرتكبوها أقصى العقوبة وإلا لا توجد عدالة.
بدورها، اعتبرت الأكاديمية اليمنية حنان حسين، أن ما حدث للشاب عبد الله الأغبري، نتاج الوضع الذي يعيشه الشعب اليمني من الجوع والحرب والحصار والإرهاب، ترك مدرسته وذهب لصنعاء بحثا عن لقمة العيش له ولأسرته، ولكن كيف له ذلك وقد أصبحنا في عالم الغاب المتوحش وتحت قانون البقاء للأقوى


*جريمة الأغبري منظومة متكاملة
وكتب الدكتور فارس البيل في صفحته على الفيس بوك حول الجريمة وقال، "لا تحدث جريمة كهذه وبهذا البرود الفج في بيئة يحكمها ولو جزء من القانون وهيبة الدولة وقيم المجتمع،
ما هَيئ لهذه الجريمة أن تكون.. هو سلوك العصابة الحوثية التي صفعت الدولة.. وجَلدت الحياة اليمنية بالسياط.. واعتقلت الوطن في غرفة طائفية مظلمة قميئة"

واضاف، "لم يكن لهؤلاء المجرمين أن يمارسوا كل هذه البشاعة وهذا القتل البطيء بأدوات حقيرة ليست للقتل بل للقهر، في بلد السلاح والعجلة والغضب المتفجر، إلا لأن نفوسهم قد تغيرت، مثل نفوس الكثير من الناس، فما جلبته المليشيا النزقة من أساليب الإهانة والتعذيب والقتل والإذلال اليومي الذي يواجهه اليمنيون كل يوم وتنساه الذاكرة، كل هذه الأساليب جاءت من خارج القيم اليمنية، وغريبة على العنف اليمني الذي نعرفه.. أياً تكن الجريمة.. وأياً كانت صلة المجرمين بالأمن أو لا.."

وتابع قائلا، "لكشف مستوى القذاعة في النفوس، وإلا فإن جرائم كثيرة تجري تحت الظلام في صنعاء وغيرها، ولو كان تسرب خبر مقتل الأغبري على يد عصابة ما، وحمل الخبر كل أوصاف البشاعة دون هذه الفيديوهات.. لما كان الخبر قد بقي على وسائل التواصل دقائق معدودة "

ست ساعات وجريمة*
تحت هذا العنوان كتب الصحفي وضاح محمد مقالا نشره موقع "المصدر اونلاين" وقال،
"تخنقني غصة كبيرة مذ شاهدت مقطع فيديو لتعذيب الشاب عبدالله قايد الاغبري، في غرفة للمقيل بصنعاء؛ حسب ما يظهر في المقطع المسرب، يداهمني قهر لا يطاق بعد أن رأيت إلى أين وصلت بنا الحرب من التوحش والإجرام لمشاهدة مثل هكذا حالات لاإنسانية بكل ما للكلمة من معنى".

وأضاف، "يوم بعد يوم يتضاعف حجم خسائرنا في مسيرتنا الإنسانية بشكل مرعب ومريع؛ نرى واقعنا الذي نعيشه ينحدر للهاوية أكثر فأكثر فلا نفعل شيئاً لإيقافه أو تحصينه، أجزم أن الحرب ستنتهي بنا إلى أن نصبح مخلوقات من نوع آخر كان اسمه الإنسان أو كان يطمح الى أن يكون إنساناً".

وتابع الصحفي وضاح، لا يمكن بأي حال تبرير هذه الجريمة العدوانية البشعة مهما كانت الأسباب أو القضية التي يروج لها البعض ويتهمون الضحية بها، لا يوجد إنسان من فصيلة بني البشر يُقدم على ارتكاب جريمة قتل بهذه الطريقة القذرة والعفنة واللاإنسانية؛ هؤلاء مجموعة من القتلة المتمرسين في عمليات القتل بطرق تعذيب بشعة؛ لإشباع غرائزهم الوحشية".

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص