يعمل المبعوث الأممي مارتن جريفيثس بشكل حثيث على الحصول على موافقة الحكومة الشرعية على وثيقة الإعلان المشترك التي بموجبها يسعى المبعوث الأممي لإيقاف الحرب في اليمن.
الوثيقة التي يحلو لساسة الشرعية في الرياض تسميتها بـ "وثيقة الاستسلام" تضمنت كل شروط الحوثيين التي أعلنوها خلال الثلاث السنوات الماضية لوقف إطلاق النار، ومنها:
1 فتح الطرقات ،2 فتح مطار صنعاء، 3 إصدار تراخيص الطيران من مطار صنعاء، 4 لا رقابة للتحالف أو أي جهة غير سلطة مطار صنعاء، 5 يمنع طلوع طائرات المراقبة على مطار صنعاء، 6 الموارد المالية تدخل البنك المركزي في صنعاء ويتم التصرف بها من قبل الحوثي ويكونون هم المسؤولون عن دفع الرواتب، 7 يحتفظ الحوثيون بكل أسلحتهم الثقيلة بموجب هذا الإعلان.
لكن الأخطر بالنسبة للتحالف هو نقل كل الصلاحيات المناطة اليوم بالتحالف العربي إلى هيئات الأمم المتحدة فقط بما فيها السيطرة على اللجان الفنية والإشراف على الموانئ والمطارات والنقل والسفر، كما تحدد الوثيقة الإشراف على مراقبة وقف إطلاق النار مباشرة عبر الأمم المتحدة فقط وأيضا التفتيش ومراقبة علميات الشحن للموانئ.
وقالت الوثيقة في أحد بنودها "يوافق طرفا هذا الاتفاق على وقف فوري وشامل لإطلاق النار في كافة أنحاء اليمن لتحقيق التالي: توسيع دائرة التدابير الإنسانية والاقتصادية العاجلة لتخفيف وطأة المعاناة عن الشعب اليمني والتصدي لمخاطر الجائحة، وضمان حرية حركة المواطنات والمواطنين، وإعادة فتح الطرق والمطارات وتدفق البضائع والخدمات الإنسانية والتجارية، وبناء الثقة بين الطرفين، وإيجاد بيئة مواتية لاستئناف المشاورات السياسية في اليمن".
الوثيقة المسماة "الإعلان المشترك" تجاهلت أيضا كل المتغيرات على الأرض والإخفاقات في تنفيذ الاتفاقات الأممية السابقة.. ومنها الفشل الكبير في عمليات مراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة.
وعبر سياسيون من الشرعية في الرياض عن قلقهم في أن "المبعوث الأممي يحاول الدفع باتفاق جديد بينما طرف الحوثيين لم يلتزم باي من الاتفاقات السابقة فكيف نستسلم لهم دون قيد او شرط كما يقول الاعلان المشترك؟!
أعضاء في المجلس الانتقالي الجنوبي بالرياض قالوا، إن وثيقة جريفيثس "تتجاهل الجنوب بالكامل وتركز على الصراع بين الشرعية والحوثيين، وهو الموضوع المخول به المبعوث الأممي"، ولم تذكر الوثيقة اتفاق الرياض أو تبعاته وكيف سيكون الوضع إذا ما تم التوقيع على الإعلان المشترك. وتساءل عضو المجلس الانتقالي "هل يعني هذا إلغاء اتفاق الرياض؟".
ويؤطر الإعلان الحرب اليمنية بين الحوثيين والشرعية فقط، ويصمم الحل على هذا الأساس أيضا فلا يوجد أي ذكر لأطراف أخرى قاتلت ضد الحوثيين على الأرض ولا تدين بالولاء للشرعية، بل تتجاهل كل الطيف السياسي في الجنوب أو الشمال.
وقال محلل سياسي لـ"الأيام"، "ما الذي سيمنع الحوثيين من رفض الوثيقة بعد إعلان قبول التحالف والشرعية بها رسميًا؟ سيكون ذلك مكسبا سياسيًا كبيرًا لهم وإذلالا كبيرا للشرعية والمملكة العربية السعودية وفشلا ديبلوماسيا عظيما ربما يؤدي إلى إنهاء وجود الشرعية كطرف شرعي من أساسه".
قراءة الوثيقة بتروٍ تظهر بوضوح تصميمها لدفن القضية الجنوبية وما حققه المجلس الانتقالي الجنوبي في الجَنوب، فالوثيقة تجاهلت اتفاق الرياض الذي يؤسس لشراكة المجلس الانتقالي في السلطة السرعية وحصرت موضوع الحل النهائي بين الشرعية والحوثيين فقط.
حتى إن الإشارة إلى تصاريح الطيران تم حصرها في مطار صنعاء، أي أن جميع المطارات العاملة في الدولة ستتلقى تصاريحها من مطار صنعاء فقط
المصدر، صحيفة "الايام" العدنية