تحدث عن قصته ابان عهد الرئيس السابق "صالح" وعن قضايا خاصة بالطائفة البهائية.. زعيم البهائيين في اليمن في اول حوار له من منفاه: لم يضطهدنا أحد سوى إيران والحوثيين

 
 تحدث السيد حامد بن حيدرة، المعروف بزعيم البهائيين في اليمن، للمرة الأولى منذ نفيه، أواخر تموز/يوليو الماضي، مستعرضاً تجربته القاسية، رفقة مواطنين يمنيين آخرين من أفراد ديانته تم نقلهم إلى خارج البلد، بعد عديد سنوات قضوها في سجون سلطات الأمر الواقع في صنعاء.

وقال “بن حيدرة”، في حوار موسع مع صحيفة “الشارع” اليمنية، اجراها الصحفي اليمني نشوان العثماني، إنهم سبق وأن تعرضوا للاعتقال إبان نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، عام 2008، قبل صدور قرار “بإطلاق سراحهم لبراءتهم”, مشيراً إلى أن “الاضطهاد الحقيقي والمنهجي ضدهم بدأ عام 2014 في صنعاء، وهو في تزايد منذ ذلك الحين”, حد تعبيره.

البهائي البارز اتهم ما أسماها بـ “بعض الشخصيات المحورية” الذين “تم تدريبهم في وقت سابق في إيران”، بالإشراف “على عمليات الاضطهاد والاعتقال والتعذيب” ضد البهائيين في اليمن بعد 2014, مؤكداً، في سياق حديثه، “أن هذا المستوى من الاضطهاد المنهجي ضد البهائيين لا وجود له اليوم في العالم سوى في منطقتين فقط هما: إيران والمناطق الحوثية في اليمن”, حيث يشير إلى أن النظام في طهران “يمارس أشد أنواع الاضطهاد ضد البهائيين منذ قيام الثورة في إيران قبل حوالي 40 عاماً”.

وإذ قال إن البهائيين “من المكونات الأساسية الأصيلة في مجتمعنا اليمني”, فيما “الفئات المتعصبة الموجودة الآن (…) استثنائية لا تمثل المعدن الحقيقي للشعب اليمني”, نفى أن تكون لهم “أي علاقة بيننا وبين أي حكومة في الخارج، سواء إسرائيل أو غير إسرائيل”.

“بن حيدرة”, وهو يمني مولود في جزيرة سقطرى، ويحمل الجنسية الإماراتية([1])، فيما ينحدر من أصول فارسية, قال إن وجود الأماكن المقدسة للبهائيين في حيفا وعكا “لا يعني بأي حال من الأحوال بأننا على علاقة مع إسرائيل”, موضحاً أن “سبب تواجد الأماكن المقدسة البهائية، وكذلك بيت العدل الأعظم في حيفا وعكا، هو ما تعرض له حضرة بهاء الله (مؤسس الدين البهائي) والبهائيون من اضطهاد شديد من حكومتي إيران والدولة العثمانية، في السنوات الأولى من الرسالة البهائية، حيث اتفقت إيران، والدولة العثمانية، على نفي بهاء الله، وعدد من البهائيين، من بغداد وصولاً إلى سجن عكا، عام 1868”, وهي المدينة التي بقي “بهاء الله” سجيناً وأسيراً فيها إلى أن توفي عام 1892، أضاف: “وهذه الأمور كلها حدثت قبل وصول الاحتلال البريطاني وقبل تأسيس إسرائيل..”.

وقد أبدى “بن حيدرة” انزعاجه من إطلاق عليه لقب “زعيم البهائيين في اليمن”، موضحاً “أن البهائيين ليس بينهم قياديون، وغير قياديين، لا أنا ولا غيري. لا يوجد في البهائية رجال دين أو رؤساء، أو شخصيات روحية، تقوم بهذا الدور، لا يوجد لدينا مثل هذه المناصب، لا في اليمن ولا في أي بلد آخر. بل إننا جميعاً ممنوعين وفقاً لتعاليم ديننا البهائي من التدخل في السياسة من قريب أو بعيد”.

وتحدث، في هذا الحوار، عن “الكتاب الأقدس”، وتساوي الرجل والمرأة في الحقوق، واكتفاء الرجل بزوجة واحدة، إلى جانب حق أي بهائي إذا ما قرر ترك الإيمان كخيار شخصي لا تترتب عليه أي أحكام تبعية, وعديد جوانب أخرى من هذه الديانة التي نشأت في أواسط القرن التاسع عشر في إيران, والتي تعود جذور تواجدها في اليمن إلى ذلك التاريخ أيضاً، حسبما قال.
اُعتُقِل، عام 2013، من مقر عمله في شركة الغاز المسال في “بلحاف”، شبوة. وفي يناير 2018، أصدرت محكمة تخضع لسيطرة جماعة الحوثي في صنعاء، حكماً قضى “بإعدامه تعزيراً”، ومصادرة ممتلكاته. الحكم قضى، أيضاً، “بإغلاق كافة المؤسسات البهائية في اليمن، ومصادرة ممتلكاتها”. ويوم الأحد، 22 مارس 2020، أيدت محكمة الاستئناف في صنعاء الحكم. بيد أنه جرى، في 30 يوليو 2020، إخراجه، وخمسة من رفاقه البهائيين المعتقلين، من السجن المركزي إلى مطار صنعاء، ومنه إلى الخارج. كثير من المنظمات الإنسانية العالمية أدانت ما تعرض له “بن حيدرة”، والبهائيون في اليمن بشكل عام، وطالبت، في بيانات عدة، بإطلاق سراحه وسراح المعتقلين منهم، وإيقاف الانتهاكات التي يتعرضون لها. وبعد سنوات من المطالبات الدولية والمحلية، وافق الحوثيون على إطلاق سراح “بن حيدرة”، وخمسة من أبرز رفاقه المعتقلين، على أن يتم إخراجهم خارج البلاد. وهو ما تم بالفعل؛ إذ تم نقلهم من مطار صنعاء إلى دولة أوروبية.

في السجن، تعرض “بن حيدرة”، ورفاقه المعتقلين، للتعذيب الجسدي والنفسي. لازالوا يعانون من ذلك حتى اليوم.

لقراءة الحوار كاملا على موقع الصحيفة من خلال الرابط التالي:

https://alsharaeanews.com/2020/11/17/39597/

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص