كشفت صحيفة يمنية الاثنين، ان محافظة المهرة نشهد توتراً غير مسبوق على خلفية دعوات لانقلاب داخلي في قيادة مجلس أبناء المهرة وسقطرى، الذي كان قد أنشئ في العام 2012، بقيادة جديدة مدعومة من عمان وقطر، ما ينذر بانقسام كبير داخل المجتمعين المهري والسقطري، خصوصاً في ظل رفض الكثير من أبناء قبائل المحافظتين لهذه الدعوات.
ونقلت صحيفة “الشارع” اليمنية، عن مصدر مطلع، إن ثمة ترتيبات لعقد مؤتمر قبلي، اليوم الاثنين، تدعو فيه قوى موالية لكل من عمان وقطر لتنصيب محمد عبد الله بن عفرار رئيساً للمجلس، بديلاً لعبد الله بن عيسى عفرار، الذي يرأس المجلس منذ 2012م، ويعد مظلة جامعة لأبناء سقطرى والمهرة.
وعبد الله بن عيسى عفرار هو أبرز الشخصيات من أسرة آل عفرار، التي تنحدر من السلالة التي حكمت المهرة لمئات السنين منذ القرن السادس عشر، ويحظى بتأييد كبير من أبناء المهرة وسقطرى، ويعرف بموقفه المناهض لمشروع قطر وعمان في المهرة وأرخبيل سقطرى.
وأشار المصدر، إلى أن القوى الموالية لقطر وعمان وفي محاولة للالتفاف على تقليد قبلي
وفي المهرة يقضي بعدم خروج الزعامة القبلية من أسرة آل عفرار، دفعت بشخص من نفس الأسرة هو “محمد بن عبد الله عفرار” ليكون بديلاً لعبد الله بن عيسى.
وقال مصدر محلي للصحيفة، إن عبد الله بن عيسى آل عفرار يتواجد حالياً في الإمارات، بعد أن منعته القوات العمانية على الحدود، في منتصف سبتمبر الماضي، من دخول المهرة عبر منفذ شحن، عائداً من رحلة علاجية.
وتعتبر سلطنة عمان المهرة عمقاً استراتيجياً لها، بينما تشكل المحافظة ذات الموقع الاستراتيجي مركزاً متقدماً للنشاط القطري والإيراني والتركي في اليمن، وتزدهر فيها عمليات تهريب السلاح إلى الحوثي، إضافة إلى تزايد أنشطة تجنيد مسلحين، بتمويل قطري وإشراف قيادات من أبناء المهرة، على رأسها وكيل المحافظة السابق علي سالم الحريزي، الذي يقود الأنشطة المعادية للتحالف في المهرة.
ومنذ نحو ثلاث سنوات، تسيطر قوات تابعة للتحالف العربي بقيادة السعودية على الموانئ البحرية والجوية والبرية في المحافظة، في إطار جهود مكافحة التهريب. وفي أواخر الشهر
الماضي، قبض على ستة بحارة يحملون الجنسية الإيرانية، على متن سفينة إيرانية تم ضبطها قبالة سواحل المهرة، وعلى متنها كميات كبيرة من الحشيش والهيروين والكرستال ميث، قدر ثمنها بأكثر من خمسة مليارات ريال.
ونقلت الصحيفة عن مصادر متعددة، أن القوى الموالية لقطر وعمان في المهرة، والتي تدفع بإحداث انقلاب داخل مجلس المهرة وسقطرى يقف على رأسها علي سالم الحريزي وكيل المحافظة السابق، والذي يتهمه التحالف العربي بأنه المهرب الأول للسلاح في المهرة، وعبود هبود كلشات وحميد قمصيت، وشخصيات أخرى تتزعم اعتصاماً في الغيضة ومدينة شحن يناهض التحالف العربي، إلى جانب شخصيات قيادية في حزب الإصلاح، أبرزها فهد كفاين، وزير الثروة السمكية السابق.
وأوضحت المصادر، أن هذه القوى تدفع باتجاه تغيير في المجلس العام لأبناء سقطرى والمهرة بقيادة موالية للمشروعين العماني القطري، مضيفة أن علي سالم الحريزي يسعى ليكون نائباً للرئيس في القيادة التي يتم الدفع بها برئاسة عبد الله بن عفرار.
وتتزامن دعوات الانقلاب على قيادة المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى مع أنباء عودة الحكومة الجديدة إلى عدن، لتمارس مهامها من الداخل، كتنفيذ لاتفاق الرياض الذي رعته السعودية في إطار جهود توحيد القوى السياسية اليمنية وإنهاء الانقسام والتفرغ لمواجهة الحوثي.