عبد العزيز علوان شاعر واكاديمي ومهتم بالتراث الشعبي؛لديه العديد من الدواوين الشعرية والكتب النقدية والتراثيه وان كانت لم تر النور لأسباب عديدة منها انشغاله بالعمل الاكاديمي؛كونه استاذ الفيزياء بجامعه تعز وقد التقيناه في المستقبل اونلاين وكان لنا معه هذا الحوار
- سنبدأ من السوال التعريفي التقليدي من هو الدكتور عبدالعزيز علوان الانسان؟
- عبدالعزيز علوان عون ، من مواليد قرية الرصاح الزكيره الشمايتين .1961 ، التعليم الاولي في القرية لدى جاري صاحب الدكان احمدعلي عابد طيب الله ثراه بين المغرب والعشاء ، اكملت الجزء الثاني عشر ، بعده سافرت مع والدي رحمة الله على روحه ، الى عدن 1969 ،ودرست في مدرسة الشرقيه بالشيخ عثمان ، حتى اكملت السادس الابتدائي1975 ،عدت بعدئذ للقريه وواصلت دراسة الاعدايه في مدرسه الفجر الجديد في التربه ، ومن ثاني ثانوي في مدرسة الكويت صنعاء ، أديت بعدها خدمة التجنيد في الدفاع الوطني ، وثم الجامعه في كلية التربيه 1987بعدها مدرسا في مدرسة الغافقي ، ومعيدا في كليله التربيه ،1990 الماجستير في الهند عام 2000 ، الدكتوراه عام 2010،اعمل حاليا استاذ مساعد لفيزياء الجوامد في كلية العلوم التطبيقيه.
- لماذا لم تصدر اي ديوان شعري او اي دراسة نقديه حتى الأن ؟
- لدي اكثر من مجموعه شعريه ، شبه جاهزه ، ولازال طريق الانتظار ممتدا في الانتظار ، اضافة الى قراءات فكريه فيزيائيه وقراءات في الادب الشعبي ، وبعض الاغاني اليمنية وهناك قراءات انطباعيه للفتيح ، والبردوني ، ومحمد عبدالولي.كلها موضوعه في ارشيف التأجيل في الكمبيوتر.
- كيف استطعت الجمع بين الفيزياء والشعر؟مايجمعهما وما يفرق بينهما؟
- حقيقة لا أدري كيف كانت ، وحتى الآن لا استطيع اسناد هذا الجمع الى إجابة مقنعة لي اولا ، ومع ذلك
فإن ماتسميه جمعا بين شيئين يبلغ التناقض بينهما مداه ، هو في نظري جناية كل منهما للآخر ، انها جنايات متبادلة بين الفيزياء كعلم تجريبي ، والشعر كفضاء تخيلي ، لكن ثمة رابط بينمها يكمن في جماليات التناظر الفيزيائي الكوني ، وجماليات الشعر بصوره الخلابة.
إن هذه العلاقة التي تسميها جمعا ، أصبحت تشكل لي تهمة لم ابرأ منها بعد ، فبعض الزملاء يعرفني كشاعر وككاتب لبعض القراءات الانطباعية ، وينكر علاقتي بالفيزياء وهويعلم ذلك ، والعكس صحيح ولكن طغيان المعرفة الادبية هو السائد.
- للنص اشعاعه وتوهجه وبريقه حدثنا عن فيزياء النص الشعري؟
- مسارات العلم متعددة ، واراضيها مختلفة ولكننا نجد فيما بينها طريقا واحدا متبعا هو طريق المنهج التجريبي ، وايضا نجد ثمة تقاطعا بين العلوم البحتة عامة وبين العلوم الانسانية التي تسعى لتتخذ من المنهجية العلمية أحد طرائقها في الدراسة ، أما بالنسبه للعلاقة بين الفيزياء والشعر فتكمن في مدركات كل منهما للواقع فإذا كان الفيزيائي يعبر عن الواقع المحسوس ( القياسي) للمدركات الفيزيائية ، فإن الشاعر يعبر عن الواقع الروحي والعاطفي لذات الواقع وهناك علاقة ما تبدو من وجهه نظري تتعلق في احتمالية فيزياء الكم وهذه المستويات الروحية والعاطفية للشاعر ، فكلاهما تتعلق بالعالم اللامرئي احدهما ظني احتمالي ( الفيزياء) والآخر تخيلي.
كثيرون هم الذين تناولوا هذه الاشعاعية التوهجية في النص الشعري الفيزيائي ، كدراسات ، لا استطيع عرضها هنا ، وهي حقيقة نستطيع ملامستها جليا سواء أراد الشاعر تضمينها عن قصد أم لم يرد ،فالعيون وتموجات بحرها وسحرها ، وألوانها لها الى جانب مؤثراتها الشعريه في نفس الشاعر والمتلق دلالاتها الجماليةولها تفسيراتها الفيزيائيه ، وكذا لإمتداد السراب المتقافز في الصحراء ذات التفسير الفيزيائي والتاويل الشعري ، ومثلهم ظل ورقرقة المياه كلها لاتخرج عن الفيزياء بشيء سوى ، انها في الشعر تتخذ بعدا جماليا ، لا افق له ، بينما لو حصرنا معرفتنا الفيزيائية لها فلن تكون سوى أدوات ، وقوانين انعكاس وانكسار وغيرها .
خلاصة القول ان فضاءات كل من الشعر والفيزياء تتداخل وتتقاطع فيما بينهما ، واقعا ملموسا في الفيزياء الكلاسكية ، وتناظرها المدرسه الكلاسيكيه القائمه على وصف الاشياء ، وهناك فيزياء الكم وما يناظرها من المدارس الادبية الحديثة.
- هل كان للحرب تأثير على المشهد الأدبي والثقافي في اليمن؟
- للحرب تأثير على كل شيء ، وما المشهد الثقافي إلا انعكاس لبقية المشاهد ، النفسية والاخلاقية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها ، وحتى اللحظة ما زال امام المشهد الأدبي( شعرا قصه رواية مسرحية فنون تشكلية) وظيفته التشخيصية والتوثيقية لكل هذه الجوانب .
- هل كان للهند تأثير عليك كشاعر أثناء دراستك للدكتوراه هناك؟
- معظم الاماكن التي زرتها او عشت فيها ، أثرت في ، بنسب متفاوفته ، ولكل شعوب من الشعوب ثقافته التي تجتذبك للتفاعل معها .
- قرات لك العديد من الدراسات حول الشعر الشعبي وخاصتا حول قصائد دسلطان الصريمي والشاعر محمد عبدالباري الفتيح ماهو سر اهتمامك بالشعر المغني؟
- اضافة الى ما ذكرت فإن لي قراءات اخرى للادب الشعبي ، فيما يعرف بأغاني المرأة اليمنية في الريف اليمني ( الملالة) اما سر الاهتمام فهو يكمن في كون منشئي الريفي ، وارتباطي بالريف حتى الآن ، ولذا اعتبر نفسي احد مكونات هذه الثقافة الشعبية ، التي امتزجت بي ومازجتها كل خلايايا ، إن الفتيح ، والصريمي ، وسعيد الشيباني وعبدالله سلام ناجي ، واحمد الجابري والفضول وعثمان أبو ماهر ، والقرشي عبدالرحيم سلام وغيرهم ، كلهم خالطوا هذه الارض دما وعرقا ومعاناة وشعرا وهنا يكمن السر.
- بكونك استاذ جامعي هل قامت الجامعة بدورها بتثقيف المجتمع أم أنها بوادي والمجتمع بواد آخر؟
- الجامعات اليمنيه كلها تقوم بدور تعليمي في أقل من مستوى الحد المطلوب او فقل يتكأفئ معه ، والتعليم بحد ذاته عملية دائرية ، تتوالى مخرجاتها في ذات الحركه الدائريه ، اما التثقيف فإنه لا يقتصر على الجامعات وإن كانت الجامعات تصنع المفاتيح اللازمة لعمليه التثقيف ، فالنوادي الادبية والاحزاب والنقابات وحتى الشارع وتفاعله مع الأحداث الثقافية كلها مؤسسات تثقيفية ، وفي تقديري ان الوجهه الوطنية للثقافة التابعة للتوجهات السياسية ، هي من تسير بالبلد خبط عشواء وقل مثل ذلك للمناهج التعليمة الاساسيه التي تختلف مفرداتها بين مدرسة وأخرى .
- بصفتك استاذ جامعي ومثقف ماهو المخرج لما تمر به اليمن الان؟
- حتى الآن لايوجد إطار فكري جامع لكل التوجهات السياسية يمكن أن يشكل رؤية ما للخروج مما تمر به البلد وانتظار المنقذ حتى ولو كان هذا المنقذ متخليا هو السائد الآن ، وهو من وجهة نظري عبارة عن استسلام انتحاري غير معلن من القوى السياسية في هذا البلد ، ولا أدري هل هذه القوى أو النخب السياسية بما فيها الشرعيه تنتظر رئيس الفصل السابع ان يحدد المخرج مما نحن فيه .
- كلمه أخيره تريد قولها؟
- هو سؤال وليس كلمة يتعلق برابطة العراطيط أين هي ؟!!!!
إضافة تعليق