أظهرت وثائق محدودة التداول تورّط محافظ شبوة السابق المنتمي لحزب التجمّع اليمني الإصلاح (ذراع جماعة الاخوان المسلمين في اليمن) محمد صالح بن عديو، في قضية فساد كبيرة متعلّقة بإهدار ملايين الدولارات المخصّصة لـ 251 مشروعاً تنمويًا وخدميًا في المحافظة خلال فترة تولّيه منصبه بين نوفمبر 2018 وديسمبر 2021.
وكشفت الوثائق والمعلومات عن الاستيلاء على مخصّصات مشاريع معتمدة وكذلك مشاريع وهمية أو إنفاق مليارات الريالات في غير أوجهها القانونية فضلاً عن مشاريع اعتمدت تكلفتها بالكامل ولم تجد طريقها إلى التنفيذ.
وتوزّعت تلك المشاريع المموّلة من الموازنة العامة للدولة والدعم الرئاسي ونقل المشتقّات النفطية وحصّة شبوة البالغة 20% من الإيرادات النفطية للمحافظة على قطاعات المياه والأشغال والطرق والتعليم العالي والفني والصحة والتربية والكهرباء والزراعة والري والشباب والرياضة والسياحة والضرائب والعدل والأوقاف والنقل الجوي والثقافة والمساحة والإدارة المحلية والشؤون الاجتماعية والإعلام والأمن والثروة السمكية والأراضي والاتصالات والرقابة والمحاسبة والدفاع والمالية والتخطيط والمواصفات والمقاييس والصناعة والتجارة والإحصاء.
وتورّط في فساد المشاريع بمحافظة شبوة العديد من الشركات والمؤسّسات والمقاولين المنتمين لحزب الإصلاح والتي كانت تصرف لهم المشاريع دون مناقصات او معايير من قبل بن عديو في مديريات عتق وبيحان وحبّان وعرما وعسيلان وميفعة وحطيب ومرخة ونصاب ومرخة العليا ورضوم وعين والطلح ودهر وجردان.
وشبوة هي ثالث أكبر محافظة في اليمن من حيث المساحة، وهي محاطة بأربع محافظات حيث تحدّها حضرموت من الشرق، ومأرب من الشمال، وأبين والبيضاء من الغرب.
ومنذ بداية الانقلاب الحوثي في اليمن أواخر عام 2014، صارت شبوة وجهة لعشرات الآلاف من النازحين داخلياً الباحثين عن مكان آمن للعيش والعمل، بعد أن فرّوا من مناطق سيطرة الحوثي في المحافظات اليمنية الواقعة غرب محافظة شبوة. وعلى عكس العديد من المراكز الحضرية الأخرى في المحافظات الجنوبية، كانت مدن شبوة أكثر ترحيباً بالنازحين من المحافظات الشمالية.
ومع تدفق النازحين استغل الاخوان المأسي الانسانية والحاجة للمواطنيين واستثمروا ذلك لصالحهم بتمرير مصالح فساد مختلفة وتجاهل تقديم الخدمات العامة.