حذّر مبعوث الأمم المُتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، من مواجهة البلد «وقتًا حرجًا»، بعد أن مزقته الحرب طيلة السنوات الثماني الماضية، باعثاً برسائل سوّق في مضامينها الوهم لليمنيين بحلم بعيد المنال، إلا من حبر الرسالة.
جاء ذلك في رسالة بعثها بالتزامن مع مرور عام على الهدنة المُعلن عنها في الثاني من أبريل العام الماضي، زُمّنت بشهرين وجُددت لثلاث دورات قبل أن تنتهي في الثاني من أكتوبر لنفس العام، بعد أن رفضت مليشيا الحوثي الموافقة على تجديدها.
غرودندبرغ، الذي عيّن مبعوثا للأمين العام للأمم المتحدة، ليلعب دورا ايجابيا، لم يحقق ما يذكر -كسابقيه- إلا من تحذيرات تفاقم الأوضاع، صحيا، وانسانيا، واقتصاديا، ودعوات إلى إنهاء النزاع بشكل دائم، دون الإشارة بصريح العبارة إلى أسباب الحرب، وكذلك التعطيل وعرقلة جميع الاتفاقات التي رفعتها الأمم المتحدة لنفسها خلال سنوات الحرب.
ويرى مراقبون، أن المبعوث الأممي، الذي اعتبر الهدنة التي تم التوصل إليها في 2 أبريل 2022 بوساطة من الأمم المتحدة «لحظة من الأمل»، ليست إلا تضليلا على واقع ازداد تفاقما عقبها، فالحوثيون قبل أن يخرجوا بعروض عسكرية استعرضوا خلالها أسلحة قوة صاروخية ومسيرات حوثية، صعدوا من تهديدهم واستهدفوا الموانئ النفطية في شبوة وحضرموت، وتسببوا بايقاف تصدير النفط كليا.
واعتبروا التصعيد الحوثي الأخير في مديرية حريب بمأرب، ثمار المراوغة الأممية، وعدم الجدية في فرض عقوبات على الجماعات المعرقلة للحل، إضافة إلى مواصلة الحوثيين ارتكاب الانتهاكات بحق المدنيين في مختلف مناطقهم، وفرض عراقيل اقتصادية على التجار والموردين.
وأشاروا إلى أن هروب غرودندبرغ، من الضغط على مليشيا الحوثي بتطبيق اتفاق الحديدة الموقع عليه في السويد أواخر العام 2018م، دلالة على رغبته في استمرار التهدئة المزعومة بعد هدنة ابريل 2022م بحالة من الضبابية، وهي المكسب الأممي الذي أطال أمد الحرب في البلاد.
في الوقت نفسه، ما يزال المسؤول الأممي يراهن على وهم "مكتسبات الهدنة" -حد قوله، "وصولًا لمزيد من الإجراءات الإنسانية، ووقف لإطلاق النار على الصعيد الوطني، وتسوية سياسية مُستدامة تلبي تطلعات اليمنيين نساءً ورجالًا»، وهو الحديث الذي يتعارض مع واقع بنود الهدنة نفسها التي لم تطبق منها المليشيا بندا واحدا.
ومنذ بداية الحرب الحوثية، قُتل وأصيب مئات الآلاف من الأشخاص في جبهات القتال، وجراء عمليات القنص والقصف وبالالغام التي زرعت المليشيا منها ما يزيد عن مليوني لغم متعددة الأغراض.
كما تسببت الحرب بنزوح حوالي 4,5 مليون شخص داخليًا، ونحو مليوني نازح خارجيا، وأصبح أكثر من ثلثي سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.