العيد.. عيدين..! .. يأتي العيد الثلاثين لإعادة توحيد شطري اليمن هذا العام وكلا الشطرين مخطوفين من قبل مليشيتن لا تنتميان للعصر وحضارته وديمقراطيته، ولا لمنطق العمل المؤسسي التنظيمي القانوني، ولا تخضع أو تؤمن لمنطق الدستور وإعمال القانون، ولا للدولة ومؤسساتها ، ويتزامن مع الذكرى الثلاثين المشار إليها عيد الفطر المبارك من السنة الهجرية ١٤٤١هـ؛ أعاده الله علينا و على شعبنا وامتنا العربية والإسلامية وقد انتهت كل الأزمات والحروب والأوبئة.. ويأتيان وقد غلب على اليمنين الحزن والآسى لفراق الألاف من اليمنين بالحروب والأوبئة..
نعم! اليمن بشطريه وبكنتوناته المستحدثة يعيش كوارث لا توصف فأمراض "الكرفس" و "الكوليرا" وباقي الأوبئة التي لم تعد موجودة بالعالم إلا باليمن، وطبعا ولا ننسى الحرب والاحتراب و جائحة "كورونا اللعين" وما يفعله بالمسؤولين و النخب والأكاديميين وعامة الناس على حد سوى وعلى مستوى العالم، فكيف إذا تحدثنا عن اليمن الذي يعيش وضع لا يُحسد عليه، فلا نظام سياسي قائم، ولا نظام صحي فاعل، ولا نظام اقتصادي زاهر، وفوق هذا وذاك أناس يدّعون أنهم مسؤولين وهم يخفون الحقائق عن الأوبئة؛ وعن قتلتهم بمختلف الجبهات، وما يفعله قادته بالناس بالمعتقلات..؛ والمصيبة أن هناك جرائم إنسانية تدني القلب، فمن خلال بعض التسريبات بالوثائق ونشر الفيديوهات عمّا يقال من أن الحوثين يقومون بقتل كل مشتبه بإصابته بفيروس كورونا ودفنهم في جنح الظلام.. أيعقل هذا؟؟!؛ .. الاتفاق.. اتفاقين.. فإذا ما تحدثنا عن اتفاق الرياض والذي يراد له أن يدفن وينتهي من خلال عملية تفاوض جديد والتوقيع على ما بتوصل إليه، وكأن الاتفاقات والتوقيعات هي كلعب الأطفال، يقال يراد اتفاق جديد أو ملحق لاتفاق الرياض، ويقال ايضا انه قد تم استدعاء الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي للرياض وعند وصوله اشترط شروط لتراجعه عن الإدارة الذاتية، وهذا يعني فعلا لو هو صحيح "اتفاق جديد" .. فهل أن الشقيقة الكبرى تقبل ؟!؛ وممكن أن تتماهى مع اشتراطات الزبيدي؛ أو أنها ستفرض على الموقعين الملتزمين بتنفيذ بنود اتفاق الرياض التنفيذ بالقوة وليس بتوقيع اتفاق جديد ..!!
نحن لا نريد اتفاق جديد، بل نريد تطبيق الاتفاق الأول.. وهنا سأكتفي بالإشارة إلى ما صرح به مؤخرا مستشار رئيس الجمهورية الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وهو المسؤول عن الجانب الحكومي في تنفيذ بنود اتفاق الرياض فهي تمثلني .. فلقد قال رئيس الوزراء السابق المناضل الدكتور أحمد عبيد بن دغر إنه "لا حاجة لاتفاق جديد"، إذ أن "اتفاق الرياض بمصفوفته العسكرية والسياسية يكفي للخروج من دائرة العنف والصراع"..؛ وقال أيضا أن الحاجة حاليا هي "لعقول جديدة تتخلى عن العنف" في "سبيل السلطة، وتقبل بما يقرره صندوق الاقتراع و في حال "غياب" (صندوق الاقتراع) يجب الخضوع "لنصوص الدستور والقانون النافذ". و أن البلد بحاجة "لضمائر حية تعلي من شأن الحق".. وقال كذلك أن "عدن" يكفيها ما حل بها من فوضى وسفك دماء وبؤس.. ..
الموت.. نوعين.. _ النوع من الموت هو نتيجة الحرب العبثية الدائرة منذ أكثر من خمس سنوات، والتي سببها الوحيد هو انقلاب الحوثين على الدولة اليمنية والشرعية التوافقية؛ _ والنوع الثاني من الموت هو ايضا من أشياء أخرى ولكن بالمحصلة هو بسبب الانقلاب ايضا، فهو من قام بتدمير والاستيلاء على المؤسسات ومن ضمنها طبعا الصحية، ووجه جميع الموارد لمجهوده الحربي تسمين بين قوسين "المجاهدين" وتلك الموارد هي من أموال الشعب ورواتب الموظفين وإحرام حوالي (٢٢) مليون انسان من أبسط الضروريات، بحيث باتوا في فقر مدقع ومتعرضين للأمراض والجلطات، و للأوبئة ، وكل ما يمكن أن يُحدث الموت..!؛
.. التهنئة.. تهنئتين.. إن معظم الشعب اليمني هم طبعا يهنئون القيادة السياسية الشرعية للجمهورية اليمنية "وانا منهم" بمناسبة عيدين مباركين؛ الأول عيد الوحدة في الثاني والعشرين من مايوا المجيد، والعيد الآخر هو عيد الفطر المبارك اعادنا الله وإياكم أزمنة مديدة ، ونسأل ربنا أن يجنبنا وإياكم كل الفيروسات والمكروبات "البشرية منها أو البيولوجية" .. والبعض يحتفل بسيدّه وبانقلابه، أو برئيسه المصنوع صناعة وبذكري تمرده..!؛ .. أ
ختم.. تهانينا للأخ الرئيس ونائبه ومستشاره ولجميع وزراء الحكومة الذي اتمنى عليهم بهذا العيد ان يتصالحوا ويوحدوا صفهم لإنهاء الانقلاب والتمرد فهذا قدرهم ، كما نبرق بتهانينا لجميع أعضاء مجلس النواب والشورى والمحافظين، ونبرق بالتهنئة ايضا لرجال القضاء وكل العاملين في السلك القضائي.. ولا ننسى مؤسستنا العسكرية وجيشنا الوطني البطل الذي يسطر أروع البطولات في الجانبين.. تمنياتنا بهذين العيدين على الشقيقة أن تحسم الموضوع وأن لا تترك المجال للتكهنات والتسريبات والاشتراطات، وأن تسمح بعودة كل الحكومة لتمارس مهامها من العاصمة عدن وتكافح كورونا وباقي الأوبئة ولتنسيق وصول مساعدات الدول ومنظمة الصحة العالمية، وعليها أن تقول للإمارات كفى، حان الوقت لإنهاء الأدوار الثانوية التي تؤثر على الدور الأساسي "ألا وهو إنهاء الانقلاب واعادة الشرعية للعاصمة صنعاء"، وعليها هي وحدها إن تطلب الأمر أن تقوم بإرسال قوات لحماية الحكومة حتى يتم تطبيع الأوضاع بشكل تام ونهائي في كل المناطق المحررة ..كل عام والجميع بخير..