في اليوم العالمي للجوء، 20 June, أنا لاجئ
في اليوم العالمي للجوء، 20 June, أنا لاجئ من ذلك الوطن الذي مارس الظلم في حق أبنائه وشبابه منذ الوهلة الأولى لنشأتهم فيه. أنا لاجئ من ذلك الوطن الذي سلب منا حرياتنا حين فكرنا بصوتٍ مرتفع .. حين قلنا سنحقق أحلامنا فيه قبل الهروب الكبير، أنا لاجئ من ذالك الوطن الذي يقتل أحلام أبنائه الطامحين لرؤية المجد على جبينه كي يرونه يوماً في العلالي، لم يترك لنا مجال لنعشق فيه حتى ترابه فقد دنسوها كبار القوم فيه و دمروا كل شيء فيه بجشعهم و حروبهم ولم يفكروا يوماً بنا كشباب يريد ان يحلُم بشيء جميل، سخروا كل أدوات السلطة والدين والقوة في النيل من أبناء الوطن الواحد، بعثروا أمانينا الصادقة في حب بعضنا البعض و إحتواء اختلافاتنا المتعددة ، عمقوا فكرة الظلم للجميع إلا على أبنائهم حاولوا إنقاذهم لكنهم سيفشلون حتماً بذلك لأنهم لا يعرفون أنهم قتلونا جميعاً جيلاً بعد جيل بتسميم الفكر والدين ومعنى الوطن حتى أبنائهم سيبحثون يوماً عن ملجأ يحميهم من بطش الجوع الكافر الذي أصاب جميع اليمنيين اليوم. أصبح الشاب اليمني أقصى طموحه أن يكون لاجئ في أي بلد يكفل له حق الحياة والحرية والعدالة لم يعد يؤمن بصدق خطابات القادة والسياسيين فهم كاذبون وقد كذبوا حتى أعتاد اليمني على أن الصدق لم يعد من صفاتهم ابداً، لأنهم متنصلون على كل شيء حتى حب الوطن. أصبح الشاب اليمني يرى في أعينهم شرار من دماء ونار لأنهم اعتادوا على القتل والدمار، يقتاتون نهاراً على أموال الشعب وليلاً يحيكون لنا خطابات السلام الكاذب ظناً منهم أننا مازلنا نصدقهم، وهم مدركون كل الإدراك أنهم كاذبون لكنهم لا يستحيوا من أنفسهم. قتلونا ونحن أحياء، أصبحنا جميعاً مشردين داخل الوطن أو خارجه. سنلعنهم وستلعنهم الأيام والسنوات القادمة في كل ما اقترفوه في حق الإنسان وحق الوطن.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص