للمرأة اليمنية دورها الهام والبارز في الحياة الاجتماعية في اليمن من خلال مشاركاتها في تحمل أعباء الحياة اليومية مع الرجل وكذلك انخراطها في مجالات العمل المتعددة في اليمن في الكثير من المؤسسات والوزارات، كما أن لها دور مهم في المشاركة بالعملية السياسية من خلال تأسيسها لمنظمات المجتمع المدني و الحقوقي لإبراز القضايا الاجتماعية التي تناقش الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة والفتاة بحكم العادات والتقاليد اليمنية.
وللمرأة اليمنية رصيد تاريخي في مقاومة العنف المجتمعي والأسري الممارس ضدها حيث يقع هذا العنف في المجتمع اليمنى، عندما تخرج المرأة عن عادات وممارسات رجعية يتمسك بها المجتمع والأسر، والتي تقمع المرأة لتحصر أدوارها في الزواج والإنجاب، أو حين تطالب المرأة في حقها بالاختيار وممارسة العمل خارج المنزل أو إكمال تعليمها الجامعي، ورفض الزواج المبكر.
ولهذا فإن دور المرأة داخل اليمن لا يزال محدود جدا، ومحاصر بالعديد من المعوقات التي تمنعها من ممارسة أنشطتها وعملها بشكل أكثر فاعلية، كما أنها لا تلاقي الدعم الكافي في محيطها لتطوير قدراتها وإنتاجيتها وقد أزداد هذا الوضع سوءا بعد الحرب، حيث أُقفلت المنظمات الدولية الراعية للمرأة وخصوصا في مناطق سيطرة الحوثيين، و قيدت حركة النساء، وأنشطتهن التي كانت موجودة بسبب الضغط الممارس على الحريات والصحافة والإعلام، والقيود التي فرضت على حياة النساء هناك.
و تختلف حدة الحرب من جزء لآخر في اليمن، مما أدى لاختلاف ظروف ونشاطات النساء من منطقة لأخرى. فهنالك إمكانيات أفضل لنساء مدينة عدن الجنوبية للمشاركة في عمليات السلام عن تلك المتاحة لنساء الشمال، حيثما يسيطر الجيش الحوثي، فالمرأة في صنعاء والمناطق الشمالية مقيدة لا تمارس الأنشطة السياسية والحقوقية.
و في أحدث التقارير الصادرة للعام 2014 قدم البنك الدولي توصيفا دقيقا لوضع السيدات في اليمن، حيث أشار إلى أن عدد النساء اليمنيات اللواتي يشاركن في سوق العمل قليل جدا، وغالبية النساء اللواتي يعملن، خاصة المرأة الريفية، يعملن بدون أجر، في القطاع غير الرسمي وفى المزارع أو في المشاريع السرية، كما أن الفتيات اليمنيات تخلفن كثيرا عن الفتيان من حيث مستويات التعليم، بالإضافة إلى أن الفرص المتاحة للمرأة للحصول على الرعاية الإنجابية مازالت محدودة.
إلا أننا نرى المرأة التي استطاعت أن تخرج من اليمن إلى الدول العربية أو الأجنبية، أصبحت أكثر قدرة على الإبداع والحركة كما هو ملاحظ في القاهرة. ولكنها تعاني من جوانب أخرى عديدة، ولعل أبرز الظروف السيئة التي تنال تقدم وتطور المرأة هو الدعم المادي، الذي يسمح لها بالدراسة والتأهيل، و انعدام دور الحكومة الشرعية في الوقوف بجانب الشباب بشكل عام ممن استطاعوا الخروج من اليمن.
المرأة اليمنية بعد الحرب
تغير وضع المرأة بعد الحرب التي شُنت على اليمن منذ خمس سنوات ،فهناك النساء والفتيات اللاتي استطعن مغادرة البلاد لبدء حياة جديدة خارج اليمن ولكن أغلبهن يواجهن مشاكل عديدة وأغلبها مادية، وما وجدته هنا في القاهرة أن الكثير من السيدات يعانين وضعا سيئا، بالتالي قررن التمتع بهامش الحرية الموجود هنا، واستغلال وقت فراغهن لتنمية مواهبهن في مختلف المجالات حتى تحولت الهواية إلى حرفة ومصدر لكسب الرزق يتناسين معه ما علق في أذهانهن من ذكريات الحرب التي اخترن الانتصار عليها بطرق أبواب العمل، حتى أصبحت منتجاتهن معروفة ومطلوبة سواء من قبل أبناء الجالية اليمنية أو حتى داخل المجتمع المصري.
وهناك السيدات الذي تحول نشاطهن الاجتماعي والحقوقي إلى القاهرة وغيرها من البلدان الأجنبية، من خلال عمل المؤتمرات والندوات للناشطات والاعلاميات لتشكيل قوة ضاغطة على الأطراف السياسية لإنهاء الحرب وتشكيل تيار نسائي يدعو إلى السلام.
وقد ازدادت صعوبة الأوضاع المعيشية في اليمن منذ اندلاع الحرب في 2015. لا يمكن تحقيق السلام المستدام بدون شمول و مشاركة المرأة في عمليات الوساطة وصنع القرار.
كما طرحت الشبكات النسوية في اليمن خلال لقاءات متعددة مع جهات دولية مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة الاحتياجات لسد الفجوة بين الرجال والنساء وتعزيز التمثيل على المستوى المحلي والاقليمي والدولي، إذ أن مؤشر عدم المساواة بين الجنسين الصادر عن الأمم المتحدة يضع اليمن في المرتبة 159 في القائمة التي تشمل 188 دولة. وبالتالي، تعتبر مشاركة المرأة في عملية السلام اليمنية أولوية دولية.