ماذا يعني أن لا يكون هنالك أقيالا من تعز؟!

ماذا يعني أن لا يكون هنالك أقيالا من تعز؟! وماذا يعني ان لا يكون أو يكون هنالك أقيالا من سواها؟! ماذا يعني كل هذا الهراء بعد أن كان الوعي السياسي في اليمن قد قفز، بعد أكثر من عقدين من الجدل السياسي والثقافي المثمر، إلى مستوى ألا يؤكد أحد نفسه إلا بوصفه انسانا وانسانا فقط لكن ليس بوصفه قيلا ولا سيدا ولا شيخا ولا وليا ولا اية هوية متميزة عن الآخرين إلا تلك الهوية المكتسبة بالكد والعمل؟! ماذا يعني ان تتقهقر إلى هذا المستوى المتدني بعد أن كانت مفاهيم معاصرة وتنتمي لزمن الناس هذا، من قبيل المواطنة المتساوية وحرية التعبير والاعتقاد واخيرا الفيدرالية قد تلبستنا حتى النخاع؟!

ماذا يعني كل ذلك بحق السماء؟! ومن يقف وراء كل ذلك؟! ثم أن فكرة اليمن القحطاني التي تتفرع عنها فكرة الأقيال، والتي قد تكون لعبت ذات يوم دورا تعبويا ايجابيا في معركتنا ضد القوى المناوئة لطموحتنا في التقدم كشعب، من قال انها ما زالت أصلا فكرة تقدمية اليوم؟! تذكروا جيدا ان فكرة الاقيال قد أعيد نعثها (أقصد بعثها) بالتزامن مع الانقلاب على الشرعية وتدخل قوات التحالف (من ناحية عرقية تنحدر قوى التحالف _او ان هذا ما يفترض_ من العرق العدناني، المناؤي تاريخيا لنا كقحطانيين...لكن تف على التاريخ وعلى الغيبوبة التاريخية التي يتنفس فيها اصطناعيا الجزء الأعظم من نخبتنا المثقفة) لدعمها؟!

الا يدعو هذا السياق الزمني الساداتي (نسبة إلى السادة) اللئيم لكي نتشكك بفكرة الأقيال هذه من جذورها؟ ونطرح التساؤلات حولها وفي جعبة من تصب في هذه اللحظة الحرجة من الصراع؟! ومن يقف وراءها؟! من يحاول ان يعزف على وتر حساس في وجدانيتنا الوطنية اليمنية ويوظفها لمصلحة مشروعه وضد تطلعاتنا كشعب؟! يعيش اليمني (اتحدث عن اليمني المثقف) منذ ما قبل الحرب لحظة حرجة ومربكة حقا إلى حد انني لا ألوم من يصمت او يحايد: أننا في الوقت الذي نعيد فيه اكتشاف انفسنا في التاريخ او بالأصح عبر قراءات تاريخية (اتحدث عني وعن اشباهي من النخبة المثقفة المنكبة منذ بعض الوقت على قراءت تاريخية وعبر مراجع تتحكم بها كلية القوى المهيمنة في الصراع الحالي وهي في الأغلب الأعم قوى سلالية وقبلية او فلنقل تحالف الانقلاب الحوثي/ الصالحي ولن اتحدث عن هيمنة هذه القوى على الفضاء الافتراضي لأنها اكثر صلفا في هذا المجال) اننا في الوقت الذي نعيد فيه اكتشاف انفسنا كأمة وكشعب وعبر مراجع متحكم بها بالكامل، تنتكش خيوط الواقع (بلغة أخرى تنفرز) الى معسكرات متداخلة ومتحاربة .. فيختلط فيها علينا الواقعي بالتاريخي، الحاضر بالموغل في القدم والنتيجة حالة الصيد في المياه العكرة التي نعيشها...
عودة الى موضوعنا عما اذا كان هنالك اقيالا من تعز او لا.. أنا من تعز. الصدق (أنا لحجي حاليا/ معضلة ادارية يفهمها الكثيرون) ولا يعني لي شيئا ان يكون أو لا يكون هنالك اقيالا من تعز. لقد انتقلت تعز ( منذ متى؟! والله مانا داري.. لنقل مستخدمين لغة الضخامة التاريخية منذ اكثر من ستين عاما... أمنوا وكلوا) الى مفهوم الانسانية المتساوية فماذا يعنيها اليوم أن يكون أقيالا منها أو لا يكون؟!

* من صفحة الكاتب على فيس بوك 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص