أحداث الحجرية ومعادلة الامن الجنوبي
2020/07/08 - الساعة 07:27 مساءاً
مثلما يبدا امن الضالع من محافظة إب ، حيث تقاتل قواتنا الجنوبية مليشيات الحوثي بكل قوة وشراسة ... فإن أمن عدن يبدأ عمليا من محافظة تعز ، و تحديدا من ريفها الجنوبي الغربي المرتبط بالعاصمة جغرافيا وديمغرافيا.
تاريخيا قيل ان " مناطق الحجرية هي ريف عدن" ، وهذه المقولة تزداد دقة اليوم مع تحركات المليشيات الاخوانية هناك ، والتي تسابق الوقت كي تخنق العاصمة الجنوبية من تخومها الشمالية الغربية ، وتعوض خسائرها المريرة في الجبهات الجنوبية الشرقية على امتداد الساحل الابيني.
خلال الاعوام الماضية لم يستشعر الجنوبيون خطر الاخوان من الجبهات التعزية ، رغم ما كانوا يبيتونه من نوايا ومخططات . ويعود الفضل في ذلك الى اللواء ٣٥ مدرع وقائده البطل عدنان الحمادي الذي مثل حائط الصد الامامي لجهود قواتنا في مكافحة الارهاب والانقلاب.. وكان خير حليف وصديق للجنوب ، ودفع حياته ثمنا لتوجهه الوطني كقائد للواء 35 مدرع الذي ظل شوكة في حلق مليشيات الإصلاح وتصدا بكل شجاعة لكل عمليات التصعيد ومحاولات السيطرة على ريف عدن المجاور مدافعا بكل بساله عن امن عاصمتنا.
باغتيال الحمادي شهدت المعادلة العسكرية والسياسية في تعز تغيرا جوهريا صب في مصلحة المليشيات الاخوانية ،ومع ذلك هاهي تركة الشهيد وأبناءه من المجندين وأبناء الحجرية الابطال ينافحون بصلابة للحفاظ على مكتسباتهم الإستراتيجية ضد رغبة الاستحواذ الاخواني ونزعة الهيمنة الشمالية التي يقودها علي محسن الاحمر ووكلائه الجهاديين في تعز.
ويبدو واضحا أن هذه الخطوات العسكرية التصعيدية هدفها إفشال اتفاق الرياض من البوابة التعزية بعد أن عجزوا عن إفشاله عبر بوابة أبين. والاكيد ان نزوع الاصلاح الاستحواذي لن يتوقف عند حدود التربة والحجرية بل سنتقل تدريجيا الى عمق محافظة لحج والى قلب الساحل الغربي لتطويق العاصمة عدن.
هذا الواقع الإستراتيجي يستدعي من قيادة المجلس الانتقالي تحركا استباقيا ، على المستويين السياسي والعسكري ، وذلك وفاءً لارث الحمادي الذي اعتبره الجنوبيون شهيدهم، وحرصا على سلامة مجالنا الحيوي .
أن تعاطينا مع تطورات الحجرية لا يجب ان يختلف عن مقاربة المجلس الانتقالي للصراع في قعطبة ومريس ، حيث التقطنا زمام المبادرة و استثمرنا حقائق التاريخ والجغرافيا و اعتمدنا على الاواصر الإجتماعية والسياسية التي تربط المحافظات الجنوبية بالمناطق الوسطى لصناعة معادلة جديدة يكون الغلبة فيها لقوى المقاومة في الاطراف على حساب قوى الغلبة والهيمنة بشقيها الحوثي او الاخواني.
إضافة تعليق