"الحجرية" كانت ولا تزال تشكل منعطفاً سياسياً هاماً على مستوى الصعيد السياسي اليمني، والاقتصادي، وسخر رجال الأعمال من أبنائها أموالهم في دعم الثورة والجمهورية، وهي الأكثر شهرة من بين المناطق اليمنية التي كانت رائدة في منتصف القرن الماضي.
وكانت تتصدر المواقف الوطنية في تعز واليمن عموماً منذ اندلاع ثورتي سبتمبر وأكتوبر، ولعبت دوراً هاماً على مسار الحركة الوطنية في الشمال والجنوب، وهب أبناؤها من كل حدب وصوب للدفاع عن الجمهورية والثورة والوحدة والوطن والشعب.
فحين كانت اليمن تموج بصراعات تمزق النسيج الوطني كان أبناء الحجرية يرفضون كل الصراعات التي من شأنها تمزيق النسيج الاجتماعي لليمن، وقدموا قوافل التضحيات في سبيل هذا الوطن.
واليوم الحجرية تمر بمرحلة خطيرة، أعداء كثر، لهم أهداف مشبوهة، تمزيق النسيج الاجتماعي للحجرية.. فلماذا لا يقف أبناء الحجرية بقوة أمام هذه الأهداف المارقة التي تسعى لإثارة الفوضى ونسف تاريخ الحجرية الشهير؟
ولماذا لا يقف الجميع صفاً واحداً أمام كل الدعوات التي تسعى جاهدة إلى نشر الخوف وخلق الإشاعات وإرباك السكينة العامة؟ ولماذا لا يعمل الجميع على رفض العنف ونبذ الفوضى من أي جهة كانت سواء خارجية أو داخلية، ورفض كل المشاريع التدميرية التي تحاول العبث بالأرض والإنسان، وتحاول النيل من تاريخ الحجرية؟!
تاريخ الحجرية حافل بالنضال، والحرية، والكرامة، والفخر والاعتزاز، تاريخ يشع فخرا وعطاء، ومجدا وعزة، وفجرا وألقا.
تاريخ يرفض الانجرار وراء المخططات الهدامة التي تهدم ولا تبني، وتمزق ولا توحد، تنخر في جسد الجمهورية والثورة.
لقد رفض ابناء الحجرية قديماً قوى التسلط التي أرادت أن تضعف أبناء الحجرية، ووقفوا بحزم أمام تلك القوى، فلماذا لا يرفضونها اليوم؟ فهم في أمس الحاجة إلى نشر قيم التسامح والإخاء والمحبة.
دعوة لكل المخلصين، ومناشدة لكل الوطنين، الشرفاء من أبناء الحجرية أن يغلبوا مصالح الوطن الكبرى على المصالح الشخصية والحزبية الضيقة، وأن يحملوا هم الحجرية عاليا وهم تعز وهم الثورة والجمهورية والوحدة التي ناضل من أجلها الشرفاء....
فالتاريخ لا يرحم أحداً...