في حوار شاركت فيه على قناة ريدان قال الأكاديمي الكويتي د. عائد المناع، تعقيبا على قرار تعليق مشاركات المجلس الانتقالي في مشاورات الرياض بشأن تنفيذ اتفاق الرياض، إنه في ضوء ذلك يتوقع اندلاع الحرب من جديد في أبين وبقية الجبهات.
قلت له، يا صديقي، الحرب لم تتوقف ولو ليوم واحد لا بعد توقيع اتفاق الرياض ولا بعد إعلان آلية تسريع تنفيذ الاتفاق، فمعدلات خروقات قوات "خاطفي الشرعية" في أبين وحدها تتجاوز العشرات في اليوم الواحد ناهيك عن خروقاتها في مناطق سيطرتها في شبوة ووادي حضرموت وغيرهما.
إنهم كالعادة يتنمرون على المواطنين الجنوبيين وتعطب بندقياتهم عندما يواجهون بها قوات الجماعة الإيرانية، وهذا غدا معروفا لكل ذي عينين، فلا يواجهون الحوثيين إلا لينسحبوا لهم من مواقع جديدة ويسلموهم معسكرات جديدة بأسلحتها وعتادها ومؤنها وأحيانا بأفرادها.
قرار تعليق المجلس الانتقالي الجنوبي مشاركاته في المشاورات قرار صائب وصحيح وحكيم وفي وقته، بل ويرى البعض أنه قد تأخر، فدعوكم من تجار الخيبات وصناع الهزائم الذين يدارون فشلهم ويبررون إفلاسهم بالتهجم على الجنوبيين وعلى المجلس الانتقالي الجنوبي، فهؤلاء يعملون باسترتيجية "حاور في النهار وواصل الاعتداء في الليل والنهار"، ويعتقدون أن هذه اللعبة السخيفة ستنطلي على الشعب الجنوبي وقيادته السياسية.
الحرب مستمرة، وهي ليست حرب الكاتيوشا والآر بي جي والكلاشينكوف فقط، بل إنها تشمل حرب الخدمات وحرب التفجيرات والاغتيالات والاعتداءات المسلحة في المدن الآمنة وقمع المتظاهرين المطالبين بحقوقهم، حرب إيقاف المرتبات وتعطيل عمل المؤسسات وتطفيش المواطنين والتضييق على حياتهم.
إنهم يفعلون كل هذا لأنهم شرعيون، ويتساءلون كيف تعترضون على ما نفعل ونحن شرعيون معترف بنا دولياً؟
تلك هي حجته وذلك هو ديدنهم.
الشعب الجنوبي صبر كثيرًا وعانى كثيراً وتحمل كثيراً ليس لعجزه عن صناعة البدائل، لكن تقديراً لموقف الأشقاء الذين بدأنا نعتقد أنهم مخدوعون في تعاملهم مع شرعية الهزائم والخيبات، لكن الشعب الجنوبي لن يصبر طويلاً على حروبهم متعددة الأوجه والوسائل.
وندعو الأشقاء في التحالف العربي إلى أن لا يتوقعوا من هذا الشعب المزيد من الصبر وإذا ما فجر الشعب غضبه فعلى الجميع أن يعيد الكثير من الحسابات التي قد لا يكون يتوقعها.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك