جاءت حركة 13 يونيو 1974 حاملة وعود التصحيح الإداري ومكافحة الفساد وإزالة دويلات مراكز القوى المشيخية.
في سنوات ما قبل 1974 تكرست دولة الامتيازات، وعانى الرئيس الإرياني الأمرين من تغول مراكز القوى.. كما تفشى الفساد والمحسوبية.
وعلى الرغم من أن جمهورية الرئيس الإرياني، رحمه الله، رفعت شعار "الذاتية اليمنية" ضدا على التدخلات الاقليمية (وكان المقصود بالشعار أساسا مصر ثم السعودية) فإن الذاتية اليمنية انسحقت تماما بفعل انفراد السعودية باليمن في مطلع السبعينات حد انها كانت تتدخل في مسائل تقع في صميم السلطة الإجرائية من شاكلة تعيين مديري عموم في بعض المصالح الحكومية.
في تلك السنوات شاعت بعض القيم السلبية من شاكلة استشراء ظاهرة الرشوة.
وقد همش المئات من شباب ثورة سبتمبر، خصوصا من خريجي الثانويات والجامعات (على محدودية عددهم) جراء طهارتهم.
وصار الواحد منهم يوصم بأنه "أدوع" _ أي غشيم أو مغفل_ لأنه لم يثر وينخرط في الفساد.
بعد شهور من قيام حركة الحمدي، أثيرت مسألة استجلاب كفاءات وخبرات من دول عربية شقيقة للإسهام في تطوير بنى الدولة الجديدة التي قامت في سبتمبر 1962.
وقد استهجن البردوني هذا المقترح، وكتب مقالا مطولا (منشور في كتابه "قضايا يمنية") خلص فيه إلى حكم بات، إذ أشار على الحمدي من أجل حل أزمة تحديث الإدارة في اليمن الشمالي (الجمهورية العربية اليمنية) بكلمتين: "عليك بالدوعان"!
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك