للكويت مساحة خضراء في اليمن وأيادٍ بيضاء، كافأناها بالجحود.
أوائل المنشآت التعليمية في المدن الثلاث الكبيرة في الجمهورية العربية بنتها مصر والكويت والاتحاد السوفييتي.. ثلاث مدارس بنفس النمط في كل مدينة.
وزادت مصر بأنها تولت التعليم من المدرس والكتاب إلى الطبشور والسبورة، فقد التزمت برعاية اليمن الوليد في كافة الميادين.
كانت الكويت حديثة الاستقلال، ومع ذلك راحت بالعطاء تضع بصمة بجانب الدولة الراعية والقائد لحركات التحرر الوطني والدولة بل القوة الأعظم التي تتصدى للامبريالية.
لم يكن سخاء فقط وإنما شجاعة نادرة من دولة صغيرة مجاورة لمحيط معادٍ للثورة اليمنية ومقاتل ضدها.
والكويت ارتفعت بالعطاء في مضمار التعليم إلى بناء الجامعة، تولت الانفاق عليها من أول حرف إلى آخر حرف.. من الألف إلى الياء كما يقول اليمنيون.
ثم من جامعة الكويت تخرجت كفاءات يمنية عالية المستوى.
وكما في التعليم هناك المستشفى الذي كرس التطبيب المجاني على غرار الأنظمة الاشتراكية.
وكانت الكويت حديثة الاستقلال عندما مدت يدها إلى اليمن وغيرها من بلدان العالم العربي.
في اليمن هناك في الجنوب عطاءات سخية لست على اطلاع على تفاصيلها.
والكويت من لحظة الاستقلال شقت مجرى عميقا في الاحياء الثقافي.. اخذت اليها اكبر العقول في مختلف المجالات حتى لا نجد في سيرة أي واحد من الكبار الا وقد اشتغل فترة هناك.
من الصعب سرد أسماء، لأن السجل هائل بكل معنى الكلمة.
يكفي في مجلة العربي أحمد زكي واحمد بهاء الدين، وفي عالم الفكر فؤاد زكريا، وفي السينما والمسرح زكي طليمات وسعد اردش وكرم مطاوع وغيرهم وفي كل مجال كل شأن.
والكويت ليس بلدا متزمتا في السياسة والحياة الاجتماعية.. انه على يسار الوسط.
وأما الأمير الذي غادر ايقونة الدبلوماسية العربية التي على رأسها في الكويت فقد كان حكيما وجليلا ينبغي ان تنكس الأعلام لرحيله، وأن يتلى القرآن في العواصم العربية وتعزف الموسيقى الكلاسيكية تحية وسلاما في الوداع.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك