رحت اليوم إلى بيت الصديق الذي قال لي بالأمس بأنه اتخذ قراره بالانتحار.
في البداية رفض يفتح لي الباب،
قلت له: الله المستعان، أنا فتحت لك قلبي وأنت مش راضي تفتح لي باب بيتك.
قال يعاتبني: ليش رحت تنشر الخبر في الفيسبوك.
قلت له: لم أذكرك بالاسم وإنما تحدثت عن شخص اتصل بي وقال لي إنه قرر الانتحار ولم أتحدث عنك.
قال: بس أنا الذي اتصلت بك وأنا المقصود.
قلت له: لست وحدك الذي يفكر بالانتحار، في من أمثالك مليان.
ومن جد الرجل لم يتصل بي من أجل يبلغني بقراره ومن أجل اشهار انتحاره وانما اتصل بي لغرض آخر يتعلق بمدخراته وممتلكاته.
وحين وصلت كان يكتب قائمة باسماء الاشخاص الذين سوف يستفيدون من انتحاره.
عندما فتح لي الباب ودخلت لم اصدق بأن هذا الشخص الوسيم والانيق والواقف امامي بكامل اناقته ولياقته هو نفسه الذي قرر الانتحار.
انه صديق لي في الفيسبوك ولم يسبق لي ان التقيته أو رأيت صورته لكن بيننا تواصل دائم.
صباح اليوم فقط تعرفت عليه ودخلت بيته وجلست معه.
كنت قد فطرت واحد سندويتش على عجل وجريت لالحق به قبل ان ينتحر، والحمد لله وجدت الرجل يرتب اوراقه ويجهز نفسه مثل اي مسافر يجهز اغراضه قبل السفر.
استقبلني في غرفة بجانب ديوان المقيل في بيته المكون من دورين وهو بيت في غاية الجمال مؤثث تأثيثا جيدا ينم عن ذوق ويوحي بالثراء.
وبعد نصف ساعة من الحديث دخلت الشغالة تحمل صحن كبدة غنمي وضعته امامنا وهو يفور.
وحين قال لي: تفضل، اعتذرت وقلت له باني فطرت.
لكنه أصر وقال:
-هذا صبوحك انا اصطبحت بدري.
قلت له وانا اهم بالانتحار فوق الكبدة:
- اين عقلك واحد مثلك وفي اليمن يبكر يصطبح كبدة غنمي ويفكر بالانتحار والله ما يمكن تنتحر لوحدك يا ننتحر كلنا يا نعيش كلنا.
قال لي: اليوم أنت ضيفي الغدا عندي والمقيل أنا بحاجتك.
قلت له: وأنا والله بحاجتك كلنا بحاجتك كلهم أصدقائي في الفيسبوك يحتاجون إليك.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك