الشرعية بين التشظي والخيانات

اخذت الحرب اليمنية طابعا بالغ التعقيد اثر الدعوات المطالبة برحيل ما يسمى (بالاحتلال الاماراتي السعودي ) من قبل تنظيم الإخوان المسلمين فرع اليمن والتي أعقبها تعليق الامارات لعملياتها العسكرية وسحب مقاتليها وتسليم مناطق نفوذها للاحزمة الأمنية والقوات السعودية .

انسحاب الامارات كان له تداعيات كارثية على المشهد العسكري في مختلف الجبهات التي بدأت بالتداعي والسقوط في يد ميليشيات الحوثي ابتداء من نهم والجوف في عمليات وصفت بالتسليم والاستلام جراء تفاهمات إخوانية حوثية شهدتها سلطنة عمان في إطار السعي القطري للنيل من التحالف العربي بقيادة السعودية وارباك كل حساباتها في اليمن والمنطقة .


مثل فرع الإخوان المسلمين في اليمن أو ما يسمى بالتجمع اليمني للإصلاح اهم أسباب ضعف وهشاشة جبهة الشرعية بفعل سيطرتهم على قرارها وليتهم اكتفوا بذلك بل سارعوا باستبدال هدف استعادة الشرعية وانهاء الانقلاب الحوثي إلى تحرير المحرر في تعز والجنوب التي وجهوا إليه كل ثقلهم الإعلامي والعسكري المسمى بالجيش الوطني وتركوا جبهات المواجهة الحقيقية مع الحوثيين تواجه مصيرها.

لم يشفع للتحالف العربي دعمه العسكري والمالي واللوجستي للشرعية - والتي من خلاله تمكن الإخوان المسلمين فرع اليمن من بناء امبراطوريتهم العسكرية والمالية وسيطروا على قرار الشرعية -  ولا تضحيات جنودهم في مختلف الجبهات ، بل حولوا وتحديدا الامارات إلى العدو الأول في بنك الأهداف الاخواني حد وصفهم بالاحتلال رغم أن تدخلهم لم يكن الا بطلب من الرئيس هادي وتنفيذا لقرار مجلس الأمن 2216.

الرهان على صحوة إخوانية تعيدهم إلى جادة الصواب وتستعيد من خلالهم الشرعية عافيتها محظ خيال خاصة وقد انزلقوا ضمن المشروع التركي القطري المناوئ للتحالف العربي الأمر الذي يستلزم من الرئيس هادي تنفيذ اتفاق الرياض وإجراء إصلاحات حقيقية في الحكومة والرئاسة  للنأي بهذه المؤسستين عن استخدامهما في الاضرار باليمن والشرعية للحيلولة دون تمكين ميليشيات الحوثي من أحكام سيطرتها على كل محافظات الشمال اليمني ومن ثم الجنوب .


بلا شك لا يوجد جيش وطني ذو عقيدة قتالية خالصة لوجه اليمن بل تتوزع الولاءات هنا وهناك ويسيطر الإخوان سيطرة مطلقة على جيش الشرعية الذي غدا ذراع عسكري يتلقى أوامره من مقرات الإخوان المتحكمين بالرئيس وقراراته عبر نائب الرئيس الجنرال العجوز علي محسن الأحمر ومدير مكتب الرئاسة عبدالله العليمي ويوجهونه لخدمة أهدافهم التي ليس منها بالتأكيد استعادة الشرعية .

استعادة الشرعية وانهاء الانقلاب الحوثي يبدأ بتحرير قرار الشرعية من هيمنة الإخوان وتنفيذ اتفاق الرياض وإيجاد جبهة داخلية متماسكة ومتناغمة مدعومة من التحالف تحظى بالثقة والمصداقية وتحدد أهدافها بكل دقة وفقا لاستراتيجية واضحة وخطة زمنية مجدولة يكون لمبدأ الثواب والعقاب حضور طاغي عند التنفيذ .


صحيح أن ذلك لن يتأتى دون إزالة التباين بين الرئيس والتحالف وتحديدا الامارات الذي بدأ واضحا في العديد من القرارات والذي سيكون له انعكاساته الجلية على الجبهات التي أثبتت معارك استعادة الشرعية الاولى أهمية  مشاركة القوات الإماراتية إلى جانب السعودية في  استعادة العديد من المدن من سيطرة الحوثي وبما يكفل الحفاظ على سيادة اليمن واستقلاله ووحدته وبناء دولته المدنية العصرية الحديثة .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص