عُقدة النقص عند بني هاشم وقريش

يحاول البعض تصوير عقدة النقص بالقناعات والدعوات الرامية للمساواة ، وهذا خطأ ، فالحقيقة لعقدة النقص  تتمثل في  الاصوات المدعية للأفضلية وليس لها أفضلية.

من يدعي الافضلية وليس له افضلية يعاني من عقدة نقص يريد ان يكون له أفضلية ولن يستطيع

ومن يدعي الافضلية وله افضلية فهو يمارس المَن الذي يمحق افضليته.
فبقاء الافضلية للأفضل والحفاظ عليها  مرهون بسكوت صاحبها وصمته وعدم استشعاره بأفضليته.

بنو هاشم وقبيلة قريش ليس لهم أي أفضلية ، كون رسالة النبي عليه الصلاة والسلام وسيرته أكدت ان الافضلية للأوس والخزرج على بنو هاشم وقبيلة قريش.

في عهد ما قبل مولد الرسول وبعده حتى هجرته ، تقاس الأفضلية بناءً على أمرين .
الأول : حماية الكعبة وخدمتها.
الثاني : نصرة الرسول ومساندته .

قبل مولد الرسول كان هناك تنافس بين القبائل في السعي نحو الافضلية ، وكان لقبيلة قريش  افضلية على بقية القبائل بسبب اهتمامها بالكعبة وخدمتها ، ولكن عندما تخلت قريش عن حماية الكعبة عند قدوم ابرهة الاشرم لهدمها ولم تواجه ، وطلب عبدالمطلب استرداد ابله من ابرهة قائلاً انا رب ابلي وللبيت رب يحميه ، سُلبت افضلية قريش بشكل عام وبنو هاشم بشكل خاص.
ومولد الرسول في ذلك العام لم يكن دالاً على افضلية بني هاشم وقريش ، وانما حكمة الاهية تعلم اولئك درساً ، ويكون من خرج من بينهم  بمثابة من ينقل الافضلية لقوم آخرين سيهاجر اليهم لينصروه وينطلق من ارضهم نحو فتح مكة .

 إيمان الأوس والخزرج بالرسول كان ناتج من معرفة حقيقة رسالته والتسابق نحو ان يكونوا لهم الافضلية على بقية القبائل الاخرى ، فعندما تشاوروا فيما بينهم قالوا والله انه لذلك الرسول الذي تتحدث الرهبان عن قرب عهده ، ولنؤمن به قبل ان تسبقنا بذلك قبائل العرب.

في عام مولد الرسول كانت قريش قد تخلت عن حماية الكعبة .
ومن العام الذي نزل به الوحي  على النبي حتى هجرته كانت قريش قد كذبت بالرسالة واجبرتها على الخروج من مكة  وهذا ما لم يجعل لقريش اي افضلية.
وفي العام الذي هاجر فيه النبي كان قد نقل الافضلية للأوس والخزرج الذين استقبلوه وآووه ونصروه لينالوا الافضلية في مناصرة الرسالة .
وفي العام الذي تم فيه فتح مكة كان قد جعل الافضلية للقوم الذين انطلق من مدينتهم نحو فتح مكة.
وهنا نالت الاوس والخزرج الافضلية على قريش من خلال استقبال الرسول ونصرته ومن خلال انطلاقتهم معه نحو فتح مكة واخضاع قريش للإيمان به وهم القبيلة الذي حاربت رسالته واخرجته من مكة.

 الافضلية تكون لمن له الفضل ، والأوس والخزرج لهم الفضل في مساندة و استقبال الرسول والمهاجرين وايوائهم .

 تظهر الافضلية في من سلك النبي مسالكهم وفضل البقاء عندهم.
قريش لم تكون لها افضلية عند النبي قبل ايمانها به وبعد ايمانها ، ولو كان لها افضلية بعد الايمان لحل النبي عندهم بعد فتح مكة ولكنه فضل البقاء عند الاوس والخزرج .
ايضاً قول النبي عليه الصلاة والسلام لو سلك الناس وادياً وسلك الأنصار وادياً لسلكت وادي الانصار ، ولم يقل لسلكت وادي قريش.

 للأوس والخزرج الافضلية على قريش ، وتظل افضليتهم دائمة بسبب انهم لم يمنوا بما فعلوه ولم يأتي من نسلهم من  يقولوا نحن الافضل.
عندما اجتمع النبي بالانصار قائلاً لهم الم تكونوا ضالين فهداكم الله بي ومتفرقين فجمعكم الله بي إلى غير ذلك وهم يقولون بلى يارسول الله .
فقال النبي والله لو شئتم لقلتم ولصدقتم وصُدقتم الم تأتينا مشرداً فأويناك ومكذباً فصدقناك ومخذولاً فنصرناك.
الشاهد ان الأوس والخزرج لم يمنوا بأفضليتهم ولم يدعونها مع ان لهم الافضلية ، وهذا ما جعلهم يحافظون عليها ، واما قريش فليس لها الافضلية  ومن يدعي ذلك فليس ما يدعيه الا نابع من عقدة نقص لا غير.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص