ضعف القبيلة اليمنية أمام الحوثي 3-10

  سيطرة الحوثي على صنعاء كان عبارة عن سيطرة مشروع فكري عنصري يتغطى بغطاء الدين ، وهذه السيطرة هي مؤشر على ضعف الجانب الفكري لدى القبيلة اليمنية الذي كان سبب كبير لضعفها أمام الحوثي وعدم مواجهته بقوة .

 مشروع الحوثي الفكري الذي يتغطى بطابع الدين ، يحتاج لمشروع فكري إسلامي لمواجهته فكرياً .
ولكن ما هو ذلك المشروع؟ 
نهج الاسلام الوسطي الصافي الذي يجسد مبدأ المساواة والاعتدال ويغرس حب الوطن لأن حب الاوطان من الايمان وينظم علاقة الفرد مع الدولة من خلال التفاف المجتمع خلف قيادتها .

في أي مجتمع مسلم ذو تركيبة قبلية ، فإن فكر الإسلام الوسطي المجسد لمبدأ طاعة ولي الأمر هو الفكر المناسب الذي يجب ان يسود في القبيلة اليمنية لكي يستخدمها الاستخدام المطلوب بما يجعل المجتمع متماسك مع نفسه ومع الدولة ، وهذا الفكر يغلق الباب امام الافكار الأخرى التي تستخدم الدين بما يثير القبيلة ضد الدولة وتكون سبباً لاضعاف الدولة واسقاطها  وتضعف بنفس الوقت أمام مواجهة اعداء الجميع القبيلة والدولة والوطن.

 التيارات الاسلامية في المنطقة الذي نبع منها الحوثي كصعدة وما جاورها من  عمران وصنعاء وحجة ، كانت سبباً في اضعاف القبيلة فكرياً أمام فكر الحوثي ،  والسبب أن تلك الجماعات وان كانت تحمل فكر يتعارض مع فكر الحوثي إلا ان فكرها أيضاً ساهم بتأجيج عداوة القبيلة للدولة وتسبب باثارة صراع داخل المجتمع القبلي ودفعت الكثير من القبائل للوقوف مع الحوثي ضد الدولة.

حزب الاصلاح بكوادره التنظيمية داخل المجتمع القبلي ومعاهده العلمية عجز ان يوجد فكر سائد داخل تلك القبائل يواجه الفكر الحوثي .
والسبب ان حزب الاصلاح استخدم الدين بما يجعل هناك دولة خاصة بمشروعه تحل محل مشروع الدولة، وهذا ما تسبب بايجاد عداوة قبلية للدولة وعداوة قبلية للقبيلة التي تحارب القبيلة الاخرى التي تتعصب مع الحزب المعتقد لأحقيته للدولة ، وكل هذه العداوة فرقت المجتمع القبلي وقسمته ما بين مناصر للحوثي وضده وأنتجت سيطرة الحوثي على صنعاء وأضعفت القبيلة اليمنية أمامه.

 تلك الجماعات الاسلامية التي تنظر للدولة بمشروع خاص بالجماعة وليس خاص بالشعب والوطن .
هي في الحقيقة عدو للوطن وعدو للقبيلة اليمنية في نفس الوقت .
لا فرق بين الحوثي الذي يعتقد دينياً ان الدولة خاصة بسلالة معينة ولا احقية لمن دونها ، وبين الاحزاب الاسلامية الاخرى التي تعتقد ان الدولة مشروع تنظيم معين ولا احقية للفرد الاخر الذي ليس في التنظيم.
جميعهم لا يقبلون بالآخر ولا يهمهم المصلحة العامة ويشكلون خطر داخل المجتمع ضد مصلحة المجتمع وضد مشروع الدولة .
افكار اصحاب هذه المشاريع تفقد الحب والولاء للوطن .
تجعل حب إيران أكثر من حب اليمن وحب تركيا وقطر مقدم على حب الوطن اليمني

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص