الأحزاب واضعاف القبيلة أمام الحوثي "11"

الاحزاب اليمنية لم تكن صاحبة برنامج وطني يعود بالتأثير الايجابي على المجتمع اليمني من خلال غرس الوعي السياسي لدى الشعب والنظرة الايجابية لمشروع الدولة .
تعامل الاحزاب نحو القبيلة اليمنية أظهر التطرف السياسي لدى الاحزاب .
بعضها اراد القضاء على القبيلة بشكل كلي ، والبعض الاخر أراد ان تكون القبيلة هي المسيطر بشكل كلي .
البعض حارب القبيلة بشكل كبير والبعض شجعها بشكل كبير ، لم يكن هناك موقف وسطي يتعامل به الحزب نحو القبيلة بما لا يجعل هناك صراع في المجتمع وصراع داخل الدولة .

نجاح مشروع الدولة في المجتمعات ذو التركيبة القبلية ، يتطلب احزاب ذو موقف وتعامل وسطي مع القبائل ، مالم فغياب الاحزاب وانعدامها هو الأفضل ، كون وجودها سيكون عائق امام تحقيق الاستقرار ونجاح مشروع الدولة .

 ثلاث انواع للاحزاب اليمنية.
الأول اليسارية كالاشتراكي ومن معه والتي تحمل تصور القضاء الكلي على القبيلة اليمنية ، وهذا التصور اوجد صراع قبلي مع تلك الاحزاب واظهرها بأنها ضد الدين وضد الهوية الوطنية .
الثاني : الاحزاب ذو الطابع الاسلامي كحزب الاصلاح والذي كان اتجاهه نحو القبيلة كوسيلة لتوسيع نطاقه والوصول للدولة ، وهذا التوجه مثل تقوية للقبيلة على حساب اضعاف مشروع الدولة المدنية الناجح .
الثالث : الاحزاب ذو التوجه الشعبي كحزب المؤتمر والذي نظر للقبيلة من منظور حزب الاصلاح إلا انه يختلف عنه في المعتقد مما لا يغرس مفهوم داخل القبيلة يتصارع مع مشروع الدولة من منظور ديني .

كل هذه الاحزاب افتقدت التعامل الوسطي بما يحقق التوازن ويغلق ابواب الصراع ويسخر القبيلة بما يخدم الدولة .

 كان هناك تسابق لكسب القبائل ورموزها ودعمهم من أجل ان يحقق الحزب فوزاً في الانتخابات أو تكاثراً في القواعد الشعبية .
كانت النظرة تتمثل كسب القبيلة من اجل البقاء في الدولة وكسب المعركة السياسية ولذا كان التعامل  بغرض مصلحة حزبية ومادية لا مصلحة وطنية .

الصراع بين الاحزاب اوجد صراع قبلي داخل الدولة وصراع قبلي داخلي بين القبائل قائم على أساس حزبي ، وهذا الصراع صب في مصلحة الحوثي وسانده   واضعف الموقف القبلي ضده .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص