التنظيم الهاشمي واضعاف القبيلة أمام الحوثي "14"

 بعد قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وسقوط الامامة التي بسقوطها سقط الحكم الهاشمي في اليمن ، اتجهت السلالة الهاشمية نحو ايجاد تنظيم  سياسي سري خاص بالسلالة ووضعت له آلية واستراتيجية واهداف وجميعها تسعى اعادة السلالة لكرسي الحكم مرة أخرى.

كان باستطاعة الهاشمية ان تؤسس تكتل سياسي كحزب وبالذات بعد تحقيق الوحدة وتبذل كل جهودها للعمل عبره بما يمكنها للوصول للسلطة والسيطرة على الحكم ، ولكنها وجدت ان هذه الطريقة لن تنجح ، حيث انها ستظهر العمل بشكل يخلق ادراك التعصب الهاشمي ويولد فجوات بين الهاشمية والقبائل اليمنية.
بالاضافة لادراكها عدم قدرتها الوصول للحكم عبر هذه الطريقة ، فأستمرت  بالتنظيم السري كونه الطريقة المناسبة للوصول للحكم عبر انقلاب داخلي على الدولة وظلت تعمل على هذا الأساس.

عمل هذا التنظيم وفق آليتين داخلية وخارجية.
داخلياً على مستوى الهاشمية قام بتأطير شامل عم رموز الأسر الهاشمية والشخصيات المؤثرة وربط كل الأسر وفق لقاءات وتواصلات وحدت الرؤية العرقية للجميع ورسخت مبدأ التعاون المتبادل .
خارجياً انتشر هذا التنظيم مثل السرطان ليشمل كل مؤسسات الدولة وكل الاحزاب السياسية من حيث تغلغل الهاشميون في كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وتغلغلهم داخل الاحزاب .
عمل هذا التنظيم على تمكين الهاشمية من خلال الحصول على الوظائف واستطاع تحقيق نجاح كبير بهذا الجانب.

 مخطط هذا التنظيم نحو القبائل كان قائم على أساس الاضعاف والكسب .
الاضعاف كان عبر تشجيع الخلافات داخل القبائل وتغذيتها واثارتها بشكل غير مباشر بالاضافة إلى محاربة العقليات المثقفة والمؤثرة من خلال اغلاق الابواب امامها داخل الدولة بشكل غير مكشوف .

اما الكسب فقد تمثل من خلال جعل الأسر الهاشمية ليس لديها أي مشاكل حروب أو ثأرات مع القبائل اليمنية .
بالاضافة لاستغلال التنظيم توغله داخل الدولة لكسب شخصيات قبلية من خلال تقديم خدمات معينة مكنته من اقامة علاقات ناجحة مع كثير من ابناء القبائل مما اكسبه ولاءهم .

عند قيام الانقلاب الحوثي كان لهذا التنظيم دور كبير لانجاحه وبسط سيطرته داخل مجتمع القبائل وداخل مؤسسات الدولة وذلك يعتبر جني فوائد ذلك التنظيم الذي ظل يعمل أكثر من أربعين عاماً في فترة مابعد قيام الجمهورية حتى الانقلاب الحوثي .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص