سبق وأن تناولت هذا “الجِعْنَان” في مقالة في إحدى الصحف، إبان حكم “عفاش”, تطرقت فيها لمجمل صور الابتذال التي بدا عليها قبيل التحاقه بسفينة “عفاش”، حين كان في عز قوته وهيمنته.
بدأ لفت أنظار أجهزة “عفاش” ورجاله من خلال مقالات كتبها في تمجيد “عفاش”، بعبارات وجمل مبتذلة, إلى درجة تجعلك تلعن اليوم الذي وجدت فيه في هذا الزمن الرديء.
حدثني عدد ممن يعرفه من الأخوة الجنوبيين عن انتهازيته إبان حكم الحزب الاشتراكي, وبما قدمه ماركسياً أكثر من ماركس نفسه.
ولأنه محترف للانتهازية، قام بإضافة لقب اليماني إلى اسمه, فهو لم يكن يُعرف سابقاً بهذا اللقب. المهم، ظل يوظف قلمه في خدمة “عفاش” ونظامه إلى أن انتهى على أيدي الحوثيين, وبعد أن كان قد تقلد مقابل سقوطه موقعاً متقدماً في إحدى الوزارات الحكومية.
قبل فترة، وفي مقيل, ظهر في إحدى القنوات التلفزيونية، يُعَلِّق على الأوضاع اليمنية من مقر إقامته في سويسرا. في نهاية تعليقة, أكدت لمن كان في المقيل على انتهازيته، وقُلت إنه بكل ما يقوله لا يعدو عن كونه يقوم بتقديم نفسه للحوثيين ولفت أنظارهم إليه, إلى جانب العمل على رفع قيمة تحوله المنتظر عما قريب.
لم يوافقني الرأي بعض حاضري ذلك المقيل, منطلقين من كون الرجل يعيش كلاجئ سياسي في دولة أوروبية، ويحظى بموجب ذلك بكل الحقوق التي يتمتع بها المواطن السويسري!
انتظر الرجل طويلاً عله يحظى بموقع إداري وديبلوماسي في صف الشرعية، ولكن دون فائدة, ولذا ها هو اليوم يعلن عن عودته إلى صنعاء, وموجهاً شكره لزعيم سلطة الأمر الواقع فيها, تاركاً وراءه جملة تصريحاته ومشاركاته التلفزيونية التي بدا فيها معادياً لجماعة الحوثي.
هذا النوع يعكس حالة مرضية مصاباً بها هو وأمثاله, كما يعكس سلوكاً انتهازياً لا يهمه، ومن على شاكلته، ما قد يصدر من اللوم تجاه تحولاته وتنقله المستمر بين أحضان الأنظمة والحكام.
“ياسر اليماني” عموماً، شخص يفتقر للقيم واحترام النفس، وفي النهاية هو وأمثاله يمثلون نكبة هذا البلد، ووصوله إلى ما هو عليه.
عن صحيفة "الشارع"