امين ...الساعة الآن الرابعة والربع صباحاً بتوقيت إسطنبول اسمع الآن صوت مؤذن جميل من اقصى المدنية في هذه التلة المرتفعة التي يسمونها "اسبرتا كولا" و تعني التلة المرتفعة بحسب ترجمة محمد العليمي و الجابري وبعض ترجمة لا تخلو من خيانة المعنى وبعض نرجسية التبادل الثقافي .
.
فارق التوقيت بين اب وإسطنبول ساعة تقريباً يعني اب الآن تستعد للصباح الذي لم يعد كما عرفناه سوياً في سوق جرعان وخليج الحرية وفندق فلسطين
في ذات الغرفة التي كان يكتب فيها عبدالوهاب القادري وعبد الله كرامي بيانات وافكار لشباب الثورة في اب
وبعض التوصيات الظريفة لمايكروفون خليج الحرية عن ضرورة بث اغنية وين الملايين لتذكير الثوار بالقضية الفلسطينية وتلبية لطلبات كرامي المعجب بصور ياسر عرفات ويقترح عليه احدهم ان يكون مندوب منظمة التحرير في الساحة وبعض المقترحات اللاسعة التي تحمل الدعابة.. بتسميته المناضل عبد الله
الشعور بالعدالة على مستوى الشرق وا لحلم الواسع بعض مصطلحات كرامي الذي كان يسميه الجماعي "حلم اكس لارج " والعديد من المصطلحات التي كان يتم تردديها بين المقبرة والخليج ..
وبعض الأوهام التي تبدو سوريالية لكنها لا تخلو من لذة الحرية التي لها علاقة بالوطن الحر والمواطنة الحرة..
العجيب فيها كان حديثك عن ضرورة حضور كل ايقونات الكفاح من اجل الحرية والمساواة في وفي وعي الجيل الذي كنت تطلق عليه بالجيل العابر ..
الجيل الذي يتابع عبورك من سجن الامن القومي الى مكان يجهله ويقلق منه
الايقونات التي كنت تحدثنا عنها من عربية احمد ياسين الى "صماطة "ياسر عرفات الى ابتسامة مانديلا.
وكنت تنوه الى هفوة الاكتفاء المغلق بالرمزيات الوطنية من أبناء اب على عبد المغني الى جار لله الى الارياني والربادي ودماج والرعيني والدعيس وغيرهم
قبل ان يضاف اليهم الرجوي والجماعي والبطل خرصان وقبل ان تصبح صورتك يا امين مأوى جريح للناظرين الى جوار صورة محمد قحطان والصبيحي وفتيان الصحافة والاعلام.
لا ادري كيف تطرقت دونما قصد الى سرد ذكريات فندق فلسطين وسط المدينة والغرفة التي لا أتذكر رقمها ويعرفها جيداً القادري لكنها خيالات الفجر وربما ما اكتبه بيان احتجاج ضد الارق اكثر من كونه منشور لمقاومة سهر قلقي عليك يا امين..
وانا الذي حاولت النوم غير ان الصداع وخبر نقلك من سجن الامن القومي الى مكان مجهول كان المخدة القاسية بالنسبة لذاكرة صديقك التي لا ينقصها الوجع العام والخاص وتفاصيل تعرفها المحادثات الخاصة بيني وبين حساب مهجور لصديق متوفي ..
قد يحتاج المرء الى كتابة ما يشبه الهلوسة الطويلة ولو من باب الاسراف المجاني في الحديث عن الحرية والمتعلقات بها
للإجابة على أسئلة القلق عن مصير مختطف اسمه امين الشفق كان احدى فرسان مسيرة الماء كعمل مدني طلائعي لمحمود ياسين ورفاقه وهذه المسيرة المنجز الأخلاقي المهم لاب اذا ما تعلق الامر بإسناد تعز المحاصرة بالعطش والاجتياح القادم من المرتفعات الامامية المسلحة التي اخلصت "لشعوذة" الهادي يحيى الرسي وعبدالله بن حمزة اكثر من اخلاصها لموسوعة الاكليل للهمداني ونداء القومية لنشوان بن سعيد الحميري وسورة سبأ والاحقاف ..وابتهالات فقيه المقاومة ياسين
ادري يا امين ان الكثير ليس بإمكانهم قراءة مقالي هذا الآن خصوصاً في اب التي تنام بعد نشرة التاسعة ولا تعرف نوافذها السهر الطويل حتى عشاقها ينامون مبكراً ويستيقظون كلما وصلت اشارة رسائل عبر الواتس والفيس احياناً
.. الاكثر سهراً ربما تكون بعض عائلات المغتربين في أمريكا والقسم الأوروبي من لاتزال جوالاتهم واجهزتهم مفتوحة من اجل مراسلات خارجية بعضها تتعلق برقم الحوالات وطرود الشحن ..
انا اعرف ان المقال طويل اكثر من اللازم ولن يحصل على مشاركة محمود ياسين وربما احصل على تهكم خفيف منه على ان ما كتبته هذيان يصلح ان يكون مقدمة نظام اساسي لحزب جديد او منظمة .
لكني اثق ان احمد خرصان ومحمد المليكي سيحتفوا باي كتابة عن امين وعن اب في أي وقت ‘ سيستيقظ احمد عبد اللطيف من النوم ويشرب قهوة بسكر خفيف كالمعتاد ويستفتح اليوم بقراءة رسالة على الخاص من عبد اللطيف او كرش يسأله عن آخر اخبار امين الشفق .
اما انا فقد حثيت علي نعمان النجري في رسائلي مساء البارحة عن ضرورة الذهاب الى سوق جرعان لمعرفة الاخبار ووافق على ذلك مشكور.