من المحزن جداً أن ترى الحرم الجامعي يَعُجُ بعشرات المسلحين ، يتجولون من كلية إلى أخرى ، ولكن الأسوأ من ذلك أن ترى من يسموه رئيس جامعة صنعاء يرتدي الزي العسكري في الحرم الجامعي ، فإذا كان من يحمل شهادة الدكتورة لا يعرف قداسة الحرم الجامعي ، فكيف بالمليشيات التي لا تفرق بين سوق شعبي أو جامعة تعليمية ؟!
كنا نتمنى أن تكون جامعة صنعاء بعيدة كل البعد عن حماقات السياسة ولكن للأسف الشديد ، هناك من يريد تحويلها إلى بؤرة للصراع ويحرفها عن مسارها التعليمي المشهور ،
فمنذ أن استولت المليشيات الانقلابية على العاصمة صنعاء وعلى كل منشآت الدولة بما في ذلك جامعة صنعاء التي اصبحت ثكنة عسكرية للمليشيات الانقلابية ، أصبح القرار بأيديهم
يولون من يريدون ممن سيكون تحت امرتهم ، غير مبالين بقداسة الحرم الجامعي .
فينبغي على نقابة التدريس في جامعة صنعاء ، اتخاذ خطوات حاسمه من شأنها أن توقف هذا العبث الحاصل في الجامعة أو تضع له حداً ، وتستشعر مسؤوليتها تجاه ما يحدث في الجامعة ،
ففي حال استمرار هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه جامعة صنعاء ، لن يكون هناك إلا تعليماً هاشاً ومتردياً ، ومع استمرار المليشيات الانقلابية في عبثها بالحرم الجامعي فإن ضحية ذلك العبث هو الطالب الذي ليس من مصلحته استمرار العبث الحاصل في الحرم الجامعي ، فهل ستعي هذه المليشيات حجم التكلفة والمعاناة التي يتحملها الطالب في سبيل التعليم ، خصوصاً وأن الطلاب في جامعة صنعاء من مختلف المحافظات اليمنية ، فهم يتحملون مشقة السفر وتكاليف الايجار والمعيشة ، لكن يبدو أن هذه الجماعة لا يهمها مصلحة الطالب ، وكل ما يهمها هو الاستمرار في السيطرة وحب التسلط مهما كلف الأمر حتى وإن كلف ذلك مستقبل الأجيال ، لقد وصلت هذه الجماعة – بتصرفاتها المشينة - إلى مستنقع الحقارة والانحطاط ، فلا أخلاق ولا مبادئ ولا قيم ، ولألعن من ذلك أنهم ينادون بإصلاح الفساد وقد وصلوا إلى ذروته ، ويدعون النزاهة وهم من يستغلون كل مقدرات الدولة لتحقيق أهدافهم ومآربهم المقيتة القائمة على الطائفية والعنصرية ، لقد عبثوا بالمال العام وأودعوه إلى خزائنهم ، وذلك في الأثناء التي يموت فيها الشعب جوعا وعطشا ، ولم يكتفوا بكل ذلك وهاهم اليوم يريدون تحويل جامعة صنعاء إلى بؤرة للفساد غير مبالين بقداسة الحرم الجامعي ..