كنا نتحدث سابقاً أن الأزمة ستفيدنا، في صنع مثقفين ومفكرين يعالجوا الواقع بشكل يخدم المجتمع، ولكن دون جدوى، فطيلة هذه الحرب والأزمة الخانقة وجدنا ان المثقف العربي لاسيما اليمني، يتعامل مع القضايا والأحداث، بشكل عاطفي ممزوج بالايدلوجيا المحملة بالمصالح الأنانية لصالح جماعة معينة، او حزب معين، فيكون مثقف ناقد يتعامل مع الأحداث بشكل سطحي وينتقد بشكل صارم، يفقد فيه كل اختصاصه ويتحول الى عدو.
او يعيد إنتاج الماضي القديم يخوض فيه تجارب فاشلة تعيق التغير، ولا تخدم المصلحة العامة بشيء،
لهذا الأزمة اليمنية لم تصنع مثقفين قادرين على حمل المرحلة المقبلة التي تحتاج إلى عقلانيين ،يتعاملوا مع الأحداث والقضايا بطريقة واقعية، واكثر عدالة، بعيداً عن العاطفة والآراء التي يريدها الآخرين،
نريد مثقفين حقيقين لا يرتهنوا للحاكم أو للحزب أو للمعارضين، ولا يكونوا اكثر عدوانية مع الخصم ،حتى لا يفقدوا مساحة حريتهم.
فازمتنا الحقيقة هي أزمة مفكرين ومثقفين يعملوا على وعي السلطة والشعب.
نريد مثقفين حقيقين يتعاملوا مع كل الاحداث والقضايا بلياقة ومرونة تخدم الجميع.
مفكرين يعملوا للصالح العام، لا للمصلحة الفردية الأنانية، فالمثقف الذي يعمل لأجل المصلحة الفردية والشخصية سرعان ما تجده بوق من أبواق الفساد او يتخلى عن مشروعه الوطني مقابل تحقيق هدف شخصي ضيق، فنحن بحاجة الى مثقفين متحررين من الايدلوجيا الأصولية، ومن السقف المحدود الذي يفرضه عليك الحزب أو الجماعة، مثقفين لديهم معرفة تراكمية للأحداث ،والقضايا واطلاع واسع لكل المجالات ،لا يتأثرون بالمواقف ،والاحداث ، ولا يخدموا جماعة أو حزب معين .