توطين العمل الانساني في اليمن
منذ ما يناهز الثمان سنوات ونحن في المجتمع المدني، سواءً في مجال الاستجابة الإنسانية أو التنموية، لا نزال تلاميذ. هكذا أجد نفسي خلال هذه الأعوام الثمانية، ففي كل يوم يمر لا أزال أتعلم وأكتسب خبرة وأستفيد، حتى هذه اللحظة لا أنكر أنني لازلت أتعلم.
نعم، لدينا الكثير من الأخطاء، لكننا في مقابل ذلك نستفيد من كل خطأ ونحوله إلى درساً يُستفاد منه، بما ينعكس على تطوير أنفسنا ومنهجيات عملنا. وبالرغم من ذلك لا بد أن نعترف أنه لايزال لدينا الكثير من الأخطاء والقصور.
المعوقات هي الأخرى، تتناوب على اعتراض طريقنا، من بينها انخفاض نسبة التمويل في مقابل زيادة الاحتياج للتدخلات الإنسانية، وهذه واحدة من بين المعادلات الصعبة التي تقف أمامنا كمجتمع مدني (شحة التمويل وزيادة الاحتياج)، يضاف اليها العديد من المعوقات، مثل عدم وجود مشاريع استثمارية اجتماعية لمنظماتنا المدنية، بما يضمن الاعتماد الذاتي بتغطية نفقاتنا التشغيلية على رأسها رواتب الموظفين الأساسين، الأمر الذي جعلنا كمجتمع مدني، للأسف، مرتهنين لتمويلات المنظمات الأممية والدولية، باعتبارنا مقاولين من الباطن وليس شركاء فعليين، إذ إن الحقيقة، بالرغم من مرارتها، تقول إنه لا يوجد أي شراكات استراتيجية بين المنظمات المحلية ونظيرتها الأممية والدولية، وهو ما يضاعف التحديات التي يواجها المجتمع المدني في اليمن بشكل مستمر، حيث أن كثيراً من المنظمات المحلية تقع في أخطاء عير مقصودة، وأحيانا مقصودة، سعياً منها لتتجاوز المعوقات والتغلب على التحديات التي توجهها بصورة دائمة.
وبالرغم من اجتهادنا على تجنب الأخطاء من جهة، وتحقيق التميز من جهة ثانية، إلا أن جملة المعوقات والتحديات لا تزال تحاصرنا من كل جانب. لكننا بعد خلاصة من الدروس والتجارب المُستفادة نرى أننا سنتجاوز الجزء الأكبر من همومنا العامة من خلال توطين العمل الإنساني، إذ إنه لا حل لمعظم مشاكل المجتمع المدني في اليمن إلا بالتوطين، ولا شيء غيره؛ لا شيء، لأننا سبق وخبرنا الحلول المُرقّعة والمُرحّلة، التي لا تنتمي لمجال العمل الإنساني والتنموي والوطني بأي صلة.
وفي الأخير، نحن بشر ولسنا ملائكة، وستبقى لدينا بعض الإيجابيات والسلبيات، لكنها في المحصلة، لن تكون كما هي عليه الآن، في ظل عدم مأسسة العمل الإنساني ودعم مؤسسات المجتمع المدني المحلية.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص