كذب الدقون...في هُوية المذاهب.
2022/03/01 - الساعة 11:01 صباحاً
مع عدم إيماننا بالمذهبية واعتبارها أداة من أدوات الصراع الديني الهادم لوحدة المجتمع وتماسكه وأسلوبًا غوغائيًّا اتخذته الهاشمية السياسية رافعةً سياسية من خلالها تحرض المذهبيين على قتال خصومها حتى قوضت استقرار المجتمع اليمني ونشاطه التاريخي زراعةً وصناعةً، بناًء ودولة، فذهبوا حد فِرية التأصل للمذهبية في اليمن.
ذكر المرتضى المحطوري في أحد لقاءاته التلفزيونية وهو ينكر يمنيته علنًا أن المذهب الزيدي مذهب يمني زوراً وبهتانًا، كي تزيد خرافته تجذرًا في عقلية أتباعه من اليمنيين وأضاف أن قبيلة سنحان الحاكمة حينها شيعتهم وهم لهم أتباع!!
والحقيقة ليست كذلك البته، فالمذهب اليمني هو المذهب المالكي لأن مؤسسه يمني أصلاً وعلماً وفصل وهذا اسمه ونسبه المتصل إلى سبأ الأكبر "ابو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر واسمه نافع بن عمرو بن الحارث بن غَيْمان بن خُثَيل بن عمرو بن الحارث ذي أصبح بن مالك بن زيد بن قيس بن صيفي بن حمير الأصغر بن سبأ الأصغر بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير بن سبأ" لماذا لم ينتشر في اليمن واتجه إلى بلدان المغرب العربي تلك قصةٌ أخرى.
أما المذهب الزيدي فنسبته للإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والإمام زيد رحمه لم يكن يمنيًّا ولم يولد أو يعيش في اليمن ولم يوثق له ويدون كباقي المذاهب الأربعة المشهورة منها المالكي حتى تلاشت أثاره وتناثر أتباعه.
أما ما ساد في شمال شمال اليمن من انتحال لاسم المذهب الزيدي المعتدل الأقرب إلى السنة منه إلى الرافضة، هو المذهب الهادوي وليس الزيدي نسبةً إلى مؤسسه يحي بن الحسين الرسي الذي لقب نفسه بالهادي وهو ليس يمنياً في الأصل، بل اندلقَ متورداً إلى اليمن باحثاً عن لقمة العيش مع أجناد طبريين تحت ستار الانتقام من أبناء عمومته خلفاء الدولة العباسية الذين طردوه ولاحقوه بسبب فتنة ابتدعها وبدعه ابتدعها اتخذ اليمن منصة كي ينطلق لتحقيق هدفه اسقاط الخلافة في بغداد، غير أنه استملح الأرض وما فيها من خير وفير.
فكانوا في اليمن كما وصفهم الشيخ "عبدالعزيز جاويش" في مطلع القرن الماضي، حيث قال "عمائم كالتمائم ولحى كذقون التيوس ومسابح كحبات بيض الفراخ وألسنة لا يسترح معها كاتب السيئات" لم يخرج المتورد يحيى الرسي وظل في اليمن يثير الفتن والحروب ويقيم المذابح وينشر الخراب لمجتمع كان سبباً لانتشار الاسلام وشكل عمود جيوش الخلافات الاسلامية من الأموية حتى العامرية في الأندلس.
وخلط الرسي بين الجارودية والزيدية والاثني عشرية فجمع حطاماً فقهياً وسماه المذهب الهادوي، ولعجزه عن استيعاب الفقه الاسلامي والفتوى كان يحيل أتباعه أو المستفتي عند الحاجة إلى المذهب الحنفي قائلاً " ارجعوا إلى المذهب الحنفي ".
وبحلوله في اليمن حل الخراب وانتشر القتل والارهاب، ولم تقم لليمن من يومها قائمة، هدمت حضارته وسلبت هويته وغُيب تاريخه ونقوشه ومسنده وآثاره ومخطوطاته وتهتك نسيجه الاجتماعي وأحرقت مزارعه وهدمت آثاره وسدوده..
قدم إليها بعد أن استنزفت الفتوحات الاسلامية قادة اليمن وأجناده وأصحاب الرأي والقرار والحكمة فيه.. الطامةُ الكبرى أنه وفي الوقت الذي كان اليمنيون يقودون الفتوحات الاسلامية ويسندون دول قريش احل في بلدهم فيروس قاتل سمه يحي الرسي جاء ومستجدياً لحاق من تبقى في اليمن به لخوض حروبه التي لم تنته حتى اليوم كما أسلفت.
ففعل الكثيرون معه مالم يفعله أهله وابناء عمومته غير أنه غدر وفجر وأعمل في رقابهم السيوف مع من استقدمهم من طبرستان وأرض الديلم، انتهب الأرض واذل القبائل ونشر بينهم الفتن فضرب أولاهم بأخراهم..
حتى قال قائلهم ماضرنا من الحرب "الحجر من القاع والدم من راس القبلي" العبارة التي لم يستوعبها زنابيلهم إلى اليوم.. وغرس فكرة الامامة في البطنين وأسَسَ لمبدأ السلالية والعرقية الذي لم تعرفه اليمن منذ أن بدأت حضارتها في النمو والقوة والازدهار..
فكان كما أطلق عليه الدكتور عبدالله الشماحي رعاه الله مؤسس مذهب الارهاب الذي حول المجتمع اليمني إلى فقاسة مقاتلين ومتناحرين يقتل بعضهم البعض من حينها حتى كتابة هذه الأحرف، ومن ثم فإن حكاية أن مذهبهم يمني الأصل خرافة زائفة، لأن حامليه لا زالوا منكرين ليمنيتهم حتى الساعة مفاخرين بنسبهم القرشي وجيناتهم التي ليس لليمنيين فيها مصلحة أو شأن..
إذن السؤال المؤلم ما لذي حصلت عليه اليمن وجنتهُ حضارياً وعلمياً واقتصادياً وزراعياً منذ أن أستجاب أهلُها لرسالة الاسلام ودخلوا في دين الله أفواجا بمقابل ما قدموه للإسلام من وقت بيعة الانصار الأولى للرسول صلى الله عليه وسلم حتى اليوم؟.
سيقول قائل استفادوا نعمة الإسلام نقول هل نعمة الاسلام الحرب الدائمة والهدم الممنهج للأرض! والسدود والمزارع والدور والإنسان!، ألم تثبت أقدام الاسلام وينتشر بجهود اليمنين وبسيوفهم ودمائهم؟ أين نعمة الاسلام في ارض اليمن عيشةً سلطان عزةٌ ورخاء؟
تحولت اليمن يعدها من أرض الثمار والسدود والقصور والجنان إلى دارٍ للحرب وشلالاً للدماء ونموذج للتخلف والعوز والفقر!.
فهل المعضلة بالإسلام كدين أم بمن ركب موجته واعتبره شركةً سياسية يستثمرها ويسوِّق بها نفسه ويلوي أعناق آياته ويدعي الألوهية والتسلط.. وأنه المندوب السامي للرب باسمه يختلس أموال الناس وينهب، ويريق دمائهم، ومن عرقهم يحتسي ويشرب.
إضافة تعليق