هل ارتكب اليمنيون " الأوس والخزرج" جريمة عندما أسلموا وسندوا الرسالة والرسول بسيوفهم ودمائهم من حقول المدينة إلى بطاح مكة وأدخلوه على قبيلته الكافرة عنوة، وهل أخطأوا عندما ذهبت أفواجهم تبايعه مسلمةً قادة وأقيال وأجناد ودخلوا في دين الله أفواجاً طواعية وعن طيب خاطر؟..هل أخطأ أجدادنا عندما اندفعوا كأمواج البحر الهائجة والتحقوا بمواكب الفاتحين وزرعوا قبورهم في كل بقاع الأرض من الصين حتى مشارف فرنسا وثبتوا قوائم الخلافات الإسلامية حتى أظهروها على الناس؟.
هل بعد كل هذا يستحق الشعب اليمني أن يقف خطيب سلالي ويشكك بإيمانه بعد الجائحة ويسألهم هل أنتم مسلمون؟ نعم مسلمون يرد المتورد إذن سلمونا رقابكم وأموالكم وذراريكم واجعلوها رهناً لنا سلمونا تاريخكم وهويتكم كي نمحوها ونعبث بها، ونجعل منكم قطعاناً بشرية لا أصل لها ولا تاريخ ولا آثار ولا نقوش ولا مسند ومخطوط طالما اسلمتم!! سلمونا أنفسكم كي نبيعكم في أسواق العبيد ونوهمكم أنكم أحرار أمنحونا كل شيء كي نتجر ونحارب بكم ونقتلكم ببعض كونكم مسلمين!! فهل أخطأ اليمنيون أنهم أسلموا؟
يقف حسين الحوثي ومن قبله أجداده يتحدثون عن سبأ وقتبان وحمير واليمن بسخرية فاجعة ويدَّعون أنهم جزءً من وطن، يتنكرون له ولتاريخه ولجميل فعله معهم ويدعون الهوشمة التألُه عليه وإذا زُنِقوا يقولون أين نذهب نحن من هذه الأرض؟ وإذا تمكنوا شهقوا وقالوا نحن الأرض وخيراتها، ونحن السماء ورحماتها، ونحن خزانات العلم والطلاسم التي لا يفقهها أحد غيرنا.
لا تعنيهم سرقة الآثار اليمنية، ما دمروا منها ولا التي باعوا، لم تعنيهم المخطوطة السبئية التي خرج بها يهود اليمن وسلموها لنتنايهو "الموت لإسرائيل" بل عمدوا إلى المخطوطة ليحرقوها وعلى النقش ليطمسوه وعلى المتحف لينسفوه المسجد الأثري ليهدموه وعلى اليمني المتعلم كي يكسروا نفسيته ويسلخوه عما يحمل من معرفة ومن مبادئ بناء الدولة والحرية والحياة الكريمة كي يمسخوا هويته وتاريخه عملاً بنظرية سيدهم "كوردل هيل" وزير الخارجية الأمريكي حيث قال "اذا اردت محو شعب ما عليك بداية إلا بتدمير ذاكرته التاريخية ثم تشوه لغته وثقافته ثم تلفق له تاريخاً آخر يستوعبه ويتبناه هنا ينساه العالم ويصبح عرضة للانقراض"..
يعتقدون جهلاً حتى اليوم أن اليمنيين هم عوام من بقايا ركام الإمامة وحكمها الكهنوتي اللعين، يحكمون على اليمن شعباً تاريخاً وإنسان في مطلع الألفية الثالثة من خلال الدمى المتحركة أمامهم يصدقونها وهي تقر بالهوشمة، تجاريهم ليس إيماناً بما لديهم وإنما جوعاً وخوف، ولا يدركون مدى سخرية اليمنيين من خطاباتهم يضحكون من الداخل ويسخرون من أكاذيب وعزائم وتمائم وقصص لم يسلم منها حتى الصحابة والرسول.
ماذا يريدون منا؟ لم يتركوا شيئاً بدءاً بالعقيدة وانتهاءً بالهوية إلا شوهوه وهدموه وشككوا به ونسجوا حوله الحكايات والقصص السامجة ولا ينظرون إليه إلا كعفشٍ متسخ لا يصلح للعيش، حتى المتعلمين منهم والحاملين لجوازات وهُويات بلدان الكفر حد قولهم، تسري في عروقهم نفس المياه الآسنة إرثاً عن الرسي والعياني والمطهر والمتوكل وابن حمزة وووو وينشطون في عواصم الغرب دفاعاً عن المشروع السلالي الإيراني في اليمن ويقولون هذه بلدنا أين نذهب!!
يسيئون لكل بلدٍ يقطنوه ويزدروه! يستمتعوا بالتندر عليه ويأخذون الرعاية الاجتماعية والرواتب ومساعدات اللجوء ويتقيؤون على كل الموائد!، ويسخرون من كل ما يتحرك على ترابه على اعتبار أنهم أبناء الله في الأرض وأحباؤه المستحقين لحكم العالم بسيف الإمامة المثلوم وبغلته الكسيحة!! ماذا يريدون منا فليرحلوا عنا إلى جهنم وبئس المصير..