هل الزيدية مذهب فكري أو نطاق مجتمعي وجغرافي أو سلالة عرقية

 

إنه السؤال الذي أثار أرقي وأرق كل اليمنيين لأكثر من ألف عام بعد أن وضعوه في بؤرة التيه الإستعماري المزمن و اقتيد إلى تشرد الذات واغتراب الهوية نتيجة الغزوات المتتالية عليهم منذ أستوطن السلاليون القادمون من بلاد الرس والديلم وطبرستان صعدة التي أصبحت محطة للاستعمار الاستعبادية الذي عمل على سحق اليمن مجتمع وجغرافيا وتاريخ فحاول طمس هوية اليمنيين التاريخية والثقافية وأثار فيهم الفوارق الطبقية والنزعات العرقية.

إنه السؤال الذي أخذ مني الكثير في

التفكير وأحيط بالعديد من التساؤلات لأحصل على إجابة أكثر دقة وأكثر منهجية.

أولا":

ما هي الزيدية.؟

فالزيدية نشئت بالأساس كحركة مقاومة للأمويين في الكوفة أسسها زيد بن علي ووضع لها شروط خاصة فقاد مواجهات مع الأمويين وانتهت بمقتله.

فبدأت ببدايته وانتهت بنهايته.

فهل هي مذهب فكري أو ديني.؟

فالزيدية لم يكن لها من وجود إلا أهدافها الثورية التي تدعوا الخروج على الحاكم والتي انتهت بمقتل زيد بن علي.

 حتى سطوة يحي بن الحسين الرسي المعروف بالإمام الهادي على صعدة بعد أن عاد من طبرستان في سنة 284ه.

والذي حاول دون جدوى فرض نفسه إمام على أبناء صعدة وأسس مذهبه الاستعبادي الذي يخضع الشعوب لسلطه وتسلط سلالته وكان ذلك بعد أن أمتلك وثيقة ملكية جبل الرس.

إذ أنشئ مجموعة نصوص على إنها دينية تشرعن له السلطة واستقلاليته عن مركز الخلافة العباسية في بغداد فنص ((يجوز قيام أكثر من إمام في أكثر من بلد في آن واحد)).

وهذا ما حاول تلقينه وفرضه على المجتمع الرافض الاستقلال عن مركز الخلافة العباسية.

وعند ما أراد أن يحتكر السلطة في سلالته وإخضاع الشعب واستعباده لها قيدها بنص (( من خرج من البطنيين وأدعى الإمامة وجب على العباد إتباعه سواء رضي العباد أو سخطوا.)).

ولو كان من أبناء الحسين لقال (( لا يجوز الإمامة في غير أبناء الحسين كما يفعل الشيعة الإثنى عشريين)).

ولكونه أدعا إنه من أبناء الحسن أحتكرها في البطنيين.

فأي دين يفرض الاستعمار والإذلال على الشعوب.

فأي مذهب وفكر إنساني يفرض على الشعوب الظلم والطغيان على إنه من عند الله.

فالنظريات الفكرية والتاريخية وضعت لمعالجة القضايا المجتمعية والإنسانية والسياسية والاقتصادية للأمم والشعوب.!

فالأديان تجسد قيم وأخلاقيات إنسانية تدعوا للمساواة والتعايش والتسامح بين بني الإنسان.

فكيف يكون مذهب فكري وإنساني وهو مبني على أساس من العنصرية والطبقية يخضع إمم وشعوب لصالح فئة باغية على إنها من الدين .؟

فكيف يكون مذهب وهو يفرض أفضلية سلالة على سائر البشر والمخلوقات.!

إنه هذا ليس بمذهب.

إنه تنويم مغناطيسي لإذلال الشعوب وإخضاعها لصالح هذه الفئة.

إنها نصوص لإستغفال الشعوب وإذلالها فكريا" وعقائديا لتدخلها في ظلمات الجهل والتخلف التي تؤدي إلى وأد الذات في مؤلفات الاستعباد ومذاهب الاستبداد.

هل هي نطاق مجتمعي وجغرافي.؟

إن جميع القبائل والأسر اليمنية امتدادات لجذور تاريخية تنتمي إلى التبابعة اليمانيين و اجدادهم قحطان  كحاشد وبكيل ومذحج وغيرها.

فكيف تنتسب إلى غيرهما وهي تعتز بأنسابها التاريخية ذات الجذور اليمنية الأصيلة.

إنه من الخطاء نعت اليمنيين بالزيود.

لأن الإماميون السلاليون( الهاشميون) سعوا لنعت بعض اليمنيين بذلك  حتى يجدوا لهم عصبية يقحموها في حروبهم الاستئصالية ضد اليمنيين وبذلك أخفقوا ولم يستجيب اليمنيين لما يدعون إليها خلال حروبهم التاريخية ووجدوا المجتمع متلاحم ولم يستطيعوا تفتيته وإخضاعه لفئويتهم ومشاريعهم التمزيقية للنسيج والهوية اليمنية.

كما إن كل النطاقات الجغرافية التي حاولوا تشويهها وتحطيم دلالاتها إلا أن معالمها التاريخية تشير الى دلالاتها الحضارية التي كانت لها بصمتها في التاريخ والتي كانت رمز للعظمة والمجد اليمني الخالد.

كحضارة سباء وحمير ومعين وقتبان وتمنع وحضرموت وأوسان.

إنها اليمن المرسم والوجدان للأرض والإنسان والذي يفخر اليمنيون بإنتمائهم الى ذلك المجد الذي خلد نقوشه على الصخر قبل الجلد والورق.

فكيف يتم إنساب هذه النطاقات الى سلالة تريد تفتيت المجتمعات وتمزيق الشعوب بناء على أهوائها ومشاريعها الإستعمارية المتجذرة بفارس تاريخ ووجدان.

إنها سلالة متطفلة لا تمتلك هوية في هذه النطاقات سوى مأسات الحقد والدمار والذي سكبتها على اليمن واليمنيين منذ وطئت قدمها أرضه ولامس فكرها وجدانه.

فهل هي سلالة عرقية.؟

لم يكن ذكر للزيدية في اليمن حتى قدوم يحي بن الحسين الرسي هو وسلالته من بلاد الرس وطبرستان والديلم وأصفهان والمرتبط بفارس وجدانيا" وتاريخيا".

ففرضوا أنفسهم كأئمة لحكم اليمنيين معتمدين على القوة التي كان يمدهم بها صاحب طبرستان الحسن بن زيد بن محمد الذي أنشاء له دوله جنوب بحر الخزر.

ومع تسلال السلاليون القادمون من الخزر في طبرستان مع جنودهما الى صعدة واستقوائهما وسطوتهما على الحكم وإرسال أبناء سلالتهم كحكام صاروا ينعتوهم بالزيود الذي حاول يحي بن الحسين الرسي إنساب نفسه وسلالته الى زيد بن علي كجد لهم وبهذا أطلق على السلاليون الزيود.

لكنهم حاولوا إنساب المجتمع الذي رفض الانتساب لهم ومنحه هويتهم لتحل محل الهوية اليمنية التاريخية.

فكانت الهوية اليمنية ودلالاتها أكثر تركز في الوجدان اليمني.

ويبقى السلاليون (( الهاشميون)) هم الزيود فكر وانتساب وما سواهم من اليمنيين فهم يمانيين لا هوية لهم غير هوية التاريخ وجذوره الحميرية السبئية القحطانية.

وما الحوثيين وممارساتهم الدموية والعنصرية هم وبني جلدتهم السلاليون ((الهاشميون)) تجاه اليمنيين  إلا امتداد لجرمهم وحقدهم التاريخي المتأصل منذ جدهم الأول يحي بن الحسين الرسي وعبدالله بن الحمزة وكل السلالة العصبوية الملطخة بحرمة الدم اليمني وحقدهم الدفين  على اليمن أرض وإنسان.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص