المشهد اليوم في اليمن هو مزيج من حرب و" طلفسة" .. " الطلفسة" تعبير شائع يستخدمه معظم اليمنيين فيما يعني الفعل الذي لا وزن له ، ويكون اقرب الى اللهو ، ولا يؤدي الى اي شيء مفيد .. وهو مستهجن لانه لا يحترم الفرصة او الوقت ولا يقيم لهما وزناً.
على هامش القتل والدمار الجميع "يطلفس" .. والحرب التي ترافقها افعال هي اقرب الى اللهو لا يمكن ان تتشكل حواليها اطر ضاغطة لإنهائها بالذهاب الى الجذر الذي أنشأها .
هذا النوع من الأفعال يوفر البيئة لأن تصبح الحرب عبثية ومصدرا للتكسب ، ومعها تضيع مصالح الناس على النحو الذي يحدث اليوم في اليمن وبطريقة مهينة للإنسان ... مهينة ليس فقط لاحلامه في الاستقرار والحياة الكريمة حيث يشكل الراتب والمنحة الدراسية والآجر العنصر الحاسم في هذ الحلم المتواضع ، ولكنها مهينة ايضا لإنسانيته ....
عندما تهين الحروب الانسان الذي تتواضع فيه احلامه الى هذا المستوى الذي لا يعرف فيه الى اين يتجه للحصول على راتبه او أجره او منحته الدراسية او علاجه يصبح الحديث عن هذا الموضوع بهذا الشكل الذي نراه ونسمعه " طلفسة " والجميع يعرف ان معظم موارد البلاد لا تزال بيد أؤلئك الذين انقلبوا على الدولة وصادروها ،وان الذين يديرون البنك المركزي يتصرفون كالعاشق الكذاب الذي يفرح بآلتهم .
على هامش الحرب والمعاناة حتى المجتمع الدولي للاسف أخذ هو الاخر يلهو و "يطلفس" ، فمن ناحية لا يجاريه احد في صراخه وضجيجه في الحديث عن معاناة اليمنيين ، لكن بعض منظماته لا تتورع من اعادة بناء شبكة علاقاتها القديمة مع اللصوص الذين نهبوا البلاد وأفسدوها لغسلهم وتبييضهم وإعادة تقديمهم كمنقذين ...
الوحيد الذي لا يلهو ولا " يطلفس" ويعرف ماذا يعمل هو مخزون البؤس الهائل الذي أنتجه الانقلاب اللعين وغذته الحرب بعد ان دخلت مرحلة العبث . يتحرك هذا المخزون والذي تقف وراءه قوى تعرف ماذا تريد وتصر بكل قوة على تحقيق هدفها وهو اغراق اليمن في فوضى شاملة ضمن مشروعها الخبيث الذي يقضي بإغراق المنطقة العربية كلها في حروب وفوضى . برز هذا المشروع بصورة فجة بعد ثورات الربيع العربي التي ركزت على بناء الدولة الوطنية .
جذر هذا المشروع بدأ بإقامة "دولة" اسرائيل التي عملت مبكرا على دعمه ورعايته من منطلق حماية كيانها ، مروراً بدعم الأنظمة المستبدة الفاسدة التي فشلت في بناء وإقامة دولة المواطنة على أسس وطنية ، وانتهاءً بتحريك عناصر التفكيك داخل البنية السياسية والاجتماعية الهشة بما رافق ذلك من توزيع مشوه للثروة أنتج ظلما واستبعادا اجتماعيين واسعين بدلا من ان يواجها في إطار وطني أخذت المواجهة تتشكل على قاعدة انقسامية كان البعد الطائفي فيها اكثر حضورا ليستكمل النظام الإيراني المشوار.
* من حائط الكاتب على فيس بك
حرب و " طلفسة "
2016/10/22 - الساعة 07:12 مساءاً
إضافة تعليق