في الطريق إلى فجر الحرية

لأن الحرية غالية اختار أحرار اليمن منذ البداية الانحياز لمشروع التحرر ومقاومة الغطرسة والعنجهية واستجاب الشرفاء لداعي المقاومة ضد الانقلاب منذ اليوم الأولى لحدوثه ، ليس لسبب إلا لإن هناك من  رضعوا الحرية منذ ولادتهم الأولى ، ومع اشراقة كل شمس يجددون العهد ان لا يتحكم بمصير البلاد والعباد ظالم ، أو فاسد ، أو مستبد .

الوطن أكبر من أن تحتكره فئة ، أو أن يصبح مصيره في يد أسرة أو طائفة أو سلالة ، وفي الوطن يجب أن نعيش كلنا سواسية كما خلقنا سبحانه وتعالي كلنا من طيب لازب .

من يدَّعي الفضل لانتمائه العرقي أو السلالي أو المناطقي فهو واهم لا زال يحمل في ثنايا تفكيره الأعمى رواسب قرون مضت غلب عليها الجهل وسيطرت فيها القلة المشبوهة على مصير الشعوب ، وهذه الأرضية التي عاش فيها هؤلاء النكرات لم تعد موجودة ، وأحلامهم بإعادتها مجردُ وهمٌ عفى عليه الزمن ، وسحقه الشعب بخروجة منافحاً عن مكتسباته .

منذ انبثاق نور الرسالة المحمدية جعل ديننا الحنيف الناس سواسية لافرق بين أبي بكر وبلال ، أو عمر أو علي وسلمان ، رضي الله عليهم وارضاهم جميعاً ، ومن يدعي أن نسبه يعني له الفضل فهو واهمٌ واهم ، فما أفاد النسب أبو لهب وامرأته حمالة الحطب ، لكن فضل الإسلام تشرف به سلمان وبلال .

ليس من الحكمة ونحن في زمن العلم والتعلم أن يتواجد من يدَّعي أن نسبه أو سلالته أو طائفته أو قبيلته تعطيه الحق في التحكم بمصير الأمة ، ونهب ثروت الشعب ، وليس من العقل ان ينبري من يدمر البلاد أرضاً وإنسانا ساعياً لتملك قرارات الشعب فيما أن الغالبية العظمى تقف ضده ، وسحبت البساط من تحته في عملية ديمقراطية شوروية .

اليوم يقاوم اليمنيون مشروع الانقلاب المتكئ على أوهام القلة المشاغبة ، ويجد اليمينيون أنفسهم من جديد في مواجهة مع قوى أرادت إعادة التاريخ للوراء ، والسير عكس تيار الحرية الهادر المتجدد والذي لا يعرف السير إلا الى وجهة واحدة هي غدنا المشرق الخالي من بقايا ظلالات خريجي الكهوف ، وأطماع جرذان البدرومات .

اليمن الجديد سيتسع للجميع لكن في اطار قيم العدالة والمساواة ، ونبذ العنف والتفرقة المبنية على العرق او السلالة او القبيلة ، والاتجاه ككتلة واحدة لبناء اليمن الجديد ، والضرب بيد من حديد في وجه من يقف عكس طريق الحرية الهادر .

دمتم سالمين .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص