لقد تحولت تعز (المقاومة) الى ثقب اسود للغزاة يستنزف قواهم ويحرق غطرستهم ويكسر غرور هم ويلطخ روحهم الانتقامية في وحل التاريخ
نعم لقد أفشلت تعز المشروع الانقلابي وبخرت حلمه كدخان اسود بداء في الاحتراق منذ احراق ساحة الحرية التي ارادوا ان يحرقوا ارادة الشعب وقوته فاذا بهم يحترقوا بها ويشعلوها في كيانهم ولن تنطفي حتى يتحولون الى رماد وذكر سئية في تاريخ الشعب
......
هم لا يعلمون ان ارادة الشعوب اذا اشتعلت بوهج الحرية يستحيل اطفائها باي قوة مهما طال الزمن فانها تنتصر وتعود باكثر من صورة وهذا ماريناه في المقاومة كتطور طبيعي للثورة السلمية وردة فعل لمحاولة احراق كرامة تعز بالنار والمدفع متناسين ان كرامة الشعوب عندما تمهر بالدم لاتزيدها النار الا توهجا وقوة لكنهم قوم يجهلون ويعميهم حب الكرسي وطغيان الحكم المحشو بالغباء والنذالة
ارادوا استخدام كل الاوراق المحرمة ومنها الطائفية والشطرية والشمال والجنوب فأسقطت تعز عليهم هذه الورقة ولهذا نراهم اليوم عن طريق اجندتهم ودولتهم العميقة ان يشعلوا الفتنة بين الشعب على اساس شطري. ينتقموا من تعز عن طريق ترحيل اليمني من موطنه عدن لخلق ردة فعل وجر تعز الى حرب خارج المشروع الوطني والمقاومة الى محاربة اخوانهم في الجنوب متناسين ان تعز هي وعي وسياسة وادراك يفهموها وهي طائرة وان مشروعها هو حب الوطن والشعب وان ابناء عدن وتعز جسم واحد ومايجري اعتداء على الشعب وعلى ابناء عدن قبل ابناء تعز الذي تؤمن ان الروح الوحدوية
والمشروع الوطني اهم عوامل قوة تعز ومن اجلها يضحون ويناضلون في عدن وتعز وصنعاء ومارب ويحاربون في خندق واحد في معركة تعز ومواقعها مع ابن ابين وعدن وصنعاء وريمة واب ويسقطون شهداء جنبا الى جنب كيمنيين يمثلون اليمن وتعز هي جوهرة اليمن وحادية الركب وستزال
ولذلك تحولت تعز الى ملهمة للمقاومة في اليمن ومثال وطني للشعب اليمني في الداخل والخارج
يتغنى بها ابن عدن وصنعاء ومارب والبيضاء و الاناشيد التي انطلقت من المناطق المحررة في البيضاء ومارب وصنعاء والجوف تغني لتعز اكثر من تعز ذاتها غصبا عن كل الرؤوس الفاسدة والمشاريع الحقيرة ....ورأينا كتائب الشهيد محمد اليمني في مارب
ونرى في تعز
كتائب باسم الشهيد البطل حميد القشيبي الذي كان مثال لقوة الروح المقاومة وصلابتها والذي افزعهم ميتا كما افزعهم حيا وهم يطلقون عليه بعد موته اكثر من تسعين طلقة في جسم ميت لرجل مشلول الجسم مستقيم الارادة
ولقد شاهدنا طلاب مدرسة الكويت ومدرسة رابعة للبنات في العاصمة وهي تهتف في وجه رئيس ما يسمى لجانهم الثورية بهتاف بالروح بالدم نفديك يا تعز كما شاهدنا شوارع صنعاء ومدينتها القديمة وهي تتزين بشعار (كلنا مقاومة) الذي انطلق من تعز لتتحول تعز الى شعار للمقاومة الوطنية بروحها الوطنية ومشروعها الكبير والتي تحولت الى محل رهان للجميع كبوابة للحسم وعنوانا للهوية الوطنية الجامعة
ان المقاومة منتصرة ومشروع الشعب سيتحقق وهناك تحديات خارجية كبيرة داخلية وخارجية ترى مصلحتها في كسر ارادة الشعب وابقائه في الظلام والاستبداد والتمزق الا ان هذه التحديات كلها سيتجاوزها الشعب بعد انطلاق المارد في 2011م فإرادة الشعوب من ارادة الله وهي مثل الشلالات المتدفقة لا توقفها السدود ولا الحواجز ربما تعيقها لوقت ثم يتهاوى كل شيء
و عمر الزمن ما كان معيقا لتقدم الشعوب وزحفها نحو المجد عندما تتسلح بالإرادة و تبدا الزحف والتدفق
واعتقد ان الخطر هو الخطر الداخلي اعني التشرذم وضعف الروح المعنوية وتسلل اليأس والاحباط والانصات الى الشائعات والحرب النفسية التي يطلقها الخصم لقتل الروح المعنوية وتفتيت وحدة المقاومة وحاضنته الشعبية وهذا هو التحدي والجبهة الاخطر الذي يجب على الجميع النضال اليومي فيها
فثورات الشعوب ترفعها الروح المعنوية التي تستعصي على المؤامرات وتذيب عوائق المادة والفولاذ
وهذه الروح هي التي توثر على اللحظة ولا تدع اللحظة السلبية توثر عليها فقد تكون اللحظة محبطة والظروف متكالبة لكنها لحظة وستنقشع ومع بقاء قوة الروح تتبدل القوى وتسقط مشاريع ويبقى الحق وهذه هي سنة التاريخ وسمات تقلب الحضارات
وعلى ذكر عدم الاستسلام للحظة السلبية كأساس للنصر تبرز محرقة تعز كمثال بارز فلوا استسلم الثوار والثائرات للحظة التي هبطت بالإحباط والقهر والياس المعمم بالعبث و بالقوة الباطشة امام شباب سلمي سلاحه الصوت والصدور العارية لانتهى الامر ولما رينا سقوط نظام ولا ثورة مستمرة ولا مقاومة لكن المفاجأة ان قوة الروح كانت اقوى من الحرائق والمدافع فصدرت نشرة( ساحة الحرية )بنفس اليوم وهي صوت الثورة اليومي لم تتوقف وصدرت من بين الركام والحرائق وعلى وقع ازيز الرصاص ودوي المدافع وضجيج الدبابات وهي مليئة بالثورة والامل والروح
وفي اليوم التالي ايضا تحركت المسيرات بين النار والدم وسجلت المرأة موقفا عظيما في معركة تجاوز لحظة الانهزام واليأس وهذا امر جوهري في حركة التغير وصناعة الثورات
علينا ان نثق بقضيتنا ونتكل على الله ونحافظ على الروح المنتصرة والارادة التي تبقى تقاوم بروح عالية في كل الظروف وبين الامواج وتتجاوز الزمان والمكان الى نقطة النصر الاكيدة ونافذة النور وواحة الحضارة
لا تتحركوا بتأثير اللحظة التي ربما تكون سوداء ومحبطة ..العبيد هم من تحكمهم اللحظة اما الاحرار وصناع التاريخ فهم من يتجاوزون الظرف ولا يلتفتون الى اللحظة السلبية ويبذرون بذور المقاومة عبر الزمان والاجيال وبهذا تبنى حضارات وتسقط اخرى وتتبدل القوى وتلك سمة الايام وحركة التاريخ.