لا ادري ما هذا التناسق العجيب بين الاحداث منذ انطلاقة الثورات العربية اول العام اول العقد الثاني اول الالفية الثالثة في الربع الاول من 2011 .
هذا الزلزال الفكري والسياسي والاجتماعي والاقتصادي ليس حادث سيرمؤقت يزول بإزاله طرفي الصدام وحضور المرور والمهم سلامة الركاب ،هو الاحدث الاضخم في تاريخ العرب منذ الانسداد الاخير في معركة صفين ،حتى جاءت الثورات الجمهورية منتصف القرن وهي التي فتحت آفاق لحضور الارادة الشعبية مجدداً في الثورات الشبابية التي تعتبر الحدث الاضخم لأسباب كثيرة من بينها شبابية الثورات وحضور التكنلوجيا وتوسع التعليم وبداية الفردانية .
وكذا التحول الدستوري والديمقراطي والعدالة الانتقالية التي حضرت ضمن مضامين الثورات وخطابها بغض النظر عن مدى تحققها ومتى ستحقق لكن تلك المضامين عبرت عن حضور الرؤية تجاه متعلقات كثيرة من بينها الدولة والمجتمع والمستقبل والعلم والحرية والروح والعقل والجسد..
الاحداث السياسية المتسارعة خلال هذه السنوات وكذا التحولات الفكرية الضخمة والصدمات الفكرية ايضاً والفرز والخرافات التي تحللت وتحولت فقاعة لاتزال تداعيات وديناميكيتها حاضرة في المخيل الشبابي الى كتابة هذا المقال وتنمو كل يوم ،اغلب ما كان يحويه العقل العربي الظاهر والباطن خرج فوق الطاولة ،الجميع اخرج بضاعته من عسكر واسلاميين ونخب مدنية وطائفيين ، وضعت الكثير من الرؤى والافكار والخطابات تحت اختبار ،هذا الجيل باعتباره المعني الاول والاخير بالمستقبل وهو يتفحص بلا توقف .
كان آخر تلك الفقاعات المثيرة للشفقة حريق اسرائيل نتيجة منع الآذان هذه الحالة كشفت ان عدد لابأس به من جيل الشباب نبذ الخرافة ،كما انها كشفت ان عدد من المغفلين فكرياً لايزالون عايشين بيننا .
الكرامات والخرافات والخوارق احد المغذيات المسمومة للعقل هذا العنف الذي تشهده المنطقة مغذيات الفكرية تلك الاوهام الكهفية التي عملت على تحويل الصفاء الروحاني الى خزعبلات تكدر الايمان بالله وبالشعب وبالعصر الذي ننتمي اليه عصر البحث العلمي والتفكير العلمي .
ايران واذرعها في المنطقة تعيش على تلك الخرافات المغذية للعنف وانا هنا لا اعفي على الاطلاق احد حتى القومية العربية لها خرافاتها ،الاهم من ذلك كله وهو المهم ان العقل الجديد والخرافة وجها لوجه ،العقل الجديد الذي حسم امره مع التفكير الذاتي على اساس ان التفكير التقليدي فشل في الاجابة على كثير من الاسئلة المتعلقة بالذات وبالعصر وبالواقع المعاصر.
