في البدء يطيب لي تهنئة الجميع بحلول السنة الجديدة 2017عساها تكون سنة خير وسعادة وامن وسلام واستقرار كتوطئة هل مع بداية العام الجديد علينا الحديث والكتابة بتكرار نفس الافكار والآراء ام علينا حول نفس المواضيع إما إعادة طرحها من جديد وتناولها من زوايا اخري مختلفة وغير تقليدية والعمل في نفس الوقت مناقشة قضايا اخري وإثارة تساؤلات حولها :
١- الحراك الجنوبي
عند انطلاقة الحراك اهم ما كان يميز الحراك الجنوبي ان قيادته هم من العسكر ورجال الامن في اطار جمعيات المتقاعدين العسكريين والامنيين برئاسة المناضل ناصر النوبة وبقية اخوته المناضلين الدكتور عبده المعطري وعلي السعدي واخرين من القيادات الرائعة مصدر الفخر والاعتزاز ان تكون القيادات من العسكر ويختارون النضال السلمي دون الخيار العسكري ماعدا حالات الدفاع عن النفس
لا مناطقية ولا حزبية الاصلاحي والمؤتمري والناصري والبعثي وغير ذلك والمستقلين كل هذه الانتماءات الحزبية انصهرت في اطار الدفاع عن الوطن الجنوبي الجنوب اولا وبس لا مناطقية حضرمية ابينية لحجية عدنية او غير ذلك الجنوب هو وحده في ما كان يهمهم لا غير
ومع الغزو الحوثي وجماعة صالح في مطلع عام ٢٠١٥ وقف الجميع للدفاع ببسالة عن عدن الحبيبة وعن الجنوب عامة وفي غضون اسابيع قليلة تم تحرير الجنوب من غزو الانقلابيين بدعم لاحق من قوات التحالف العربي وكما اشرت في احدي مقابلاتي التلفزيونية نحو ٧٠٪ من اراضي الجمهورية اليمنية تم تحريرها وهي في الاساس تمثل مساحة دولة الجنوب واكثر من نحو سنتين لم تضاف اليها من اراضي اليمن الا نسبة ١٠٪ فقط تزداد او تتقلص قليلاً عن هذه النسبة
هذا يعني اننا انتقلنا من مرحلة النضال السلمي الي النضال المسلح واثبت الجنوبيون في كلاهما قدرتهم في التأقلم مع الاحداث ومواجهتها بسبب مشاعرهم الوطنية وضرورة الدفاع عن بلادهم واحد حصاد هذه الفترة الاخيرة وصول قيادات جنوبية لإدارة السلطات المحلية في عدن ( عيدروس - وشلال ) وفي لحج الدكتور الخبجي وقيادات عسكرية بارزة امثال فرج البحسني في حضرموت وناصر النوبة في شبوة ٠٠٠الخ ذلك
التداعيات السلبية لما بعد نجاحات المقاومة الجنوبية المسلحة
——————————————————
ليس ما سأذكره الان مرتبط بالمقاومة الجنوبية وانما كما هو واضح في العنوان الفرعي فترة ما بعد نجاحات المقاومة الجنوبية انتشرت سلبيات كثيرة تثير تساؤلات كبيرة عن الجهات التي ساهمت في صنعها وانتشارها والترويج لها
١- ازمة الكهرباء والوقود والمياه
٢- أزمة الرواتب وعدم دفعها لمدة اكثر من عدة اشهر
٣- الانفلات الامني المروع والاغتيالات المجانية
٤- شيوع المناطقية وانتشارها بشكل مخيف بالتمييز بين المواطنين حسب انتماءاتهم المناطقية في المناصب وفي تخوين الجنوبيين بعضهم لبعض وفق المناطق بعكس فترة الحراك الجنوبي وفي مرحلة تحرير الجنوب الجميع كانوا في خندق واحد
من وراء كل ذلك ومن هي الجهة المسئولة عن ذلك ؟
الامر الاكيد انها مسئولية الجنوبيين انفسهم مستعدين للتضحية بأرواحهم في الدفاع عن الجنوب دون تمييز مناطقي او حزبي وحين يتحقق ذلك تطفو علي السطح الانتماءات الحزبية و المناطقية بين الجنوبيين ؟؟؟
والامر الاخر الاكيد من الناحية المادية تقع المسئولية علي دول التحالف العربي وعلي رأسهم المملكة العربية السعودية والامارات العربية التي امتزجت دماء ابنائها مع دماء ابناء الجنوب وهذا امر يسجله التاريخ لهم والتاريخ سيسجل ايضاً انهم ماديا لديهم الامكانيات الكافية برغم انخفاض اسعار النفط بتوفير الكهرباء والرواتب والمياه والمستشفيات الصحية والادوية وهذه امور ليست ترفاً فهي من ابسط متطلبات الحياة فالمواطن الجنوبي تعود علي حياة التقشف من فترة حكم الحزب الاشتراكي وعاني من حرمان موارده النفطية والغازية والسمكية في ظل دولة الوحدة التي بفضل موارده تلك ساهمت بنحو ٧٠٪ من ميزانية دولة اليمن بسكانها الذي يفوق عدده الرسمي ال ٢٥ مليون نسمة هل مساعدة سكان الجنوب البالغ بحد اقصاه ٤ ملايين نسمة يصعب علي دول الخليج الوفاء بها ام انها تقدم فعلا للجنوب مساعدات لا يصل الي مستحقيها بسبب الفساد المستشري والذي لم يكن موجودا او منتشراً في اطار دولة الجنوب سابقاً
والسؤال الاخر المحير في هذا الجانب هل ما يحدث الان في عدن والجنوب بصفة عامة من انقطاع الكهرباء والوقود ونقص الادوية والانفلات الامني لو حدث ذلك في عهد صالح هل كان الجنوب سيقبل به ام سينتفض ضده ؟؟ هل عدم حدوث ذلك وهو امر غريب للغاية يعود الي حالة يأس جماعي اصاب المواطنين في الجنوب ام لاعتبارات ان رئيس الدولة ورئيس الحكومة هما من الجنوب ويجب مداراتهم وعدم الاحتجاج ضد الاوضاع التي يعانون منها ؟؟؟
٢- الشرعية والجنوب
———————
باستثناء شخصية الرئيس هادي فان الشرعية المقصودة هنا هي العناصر الجنوبية المحسوبة علي الشرعية وهي في الحقيقة في اعدادها اقلية مقارنة بعدد زملائهم الاخرين الذين يفوقونهم عدداً ونفوذا قبليا وعسكريا وثروة ومع ذلك كثير من الجنوبيين يعلقون آمالاً كبيرة عليهم في الدفاع عن حقوق الجنوب بنفس القوة والصراحة التي يدافع عنها اخوة الشمال عن مصالح مناطقهم والأدهى في الامر ان القلة الجنوبية في إطار السلطة الشرعية لا يتجرؤون في الدفاع عن الجنوب بسبب ارتباطاتهم الحزبية او الدعم والتوصية التي أوصلتهم الي السلطة وخوفا من اتهامهم بالانفصاليين ؟؟؟
والسؤال الجوهري هنا هل المثل الشعبي القائل ( من عاشر قوماً أربعين يوماً صار منهم !!! ) هل هذا المثل ينطبق علي من عملوا مع الرئيس صالح لعشرات السنين يطبقون الان في اطار الشرعية نفس سياسة حكم صالح في التفكير السياسي واللعب علي التناقضات وفي ادارة الدولة وكرههم للكفاءات والمستقلين عن الاحزاب السياسية ام ان ذلك المثل يقتصر علي مستوي العلاقات الاجتماعية لا علاقة له بالسياسة ؟؟؟
ان استثناء الرئيس هادي عن بقية أعضاء نظام لشرعية لاعتقاد الكثيرين انه استطاع إنجاز أعمال لا بأس بها خدمت الجنوب بشكل أو بآخر من خلال تقويض بعض القوي النافذة اليمنية وعلي راسهم الرئيس السابق وجماعة أنصار الله ولذلك يري البعض عدم إظهار وإبراز بعض القصور في سياساته وتفهم أوضاعه الصعبة كرئيس شرعي لليمن ككل وليس رئيسا للجنوب وجهة النظر هذه صحيحة ويجب التمسك بها والدفاع عن الرئيس هادي بقدر ما ينتهج خطا سياسيا متوازنا في القيام بمهامه كرئيس لليمن
والمحك الكبير والاختبار الصعب الذي قد يقطع شعرة معاوية في الهدنة معه يتمثلان في موضوعي الاقاليم الست ومشروع الدستور الاتحادي الكارثي حسب وصفي له والذي يمثل اكثر خطورة علي الجنوب من اتفاقات الوحدة
يمتلك الجنوب كوادر عالية التأهيل منتشرة في انحاء العالم اذا خذلتها الشرعية في خياراتها نحو الجنوب قد تبادر الي صياغة حلولاً وبدائل اخري للشرعية تتماشي مع تطلعات شعب الجنوب الصبور والذي لن يقدم عليها الا اذا وصل الي طريق مسدود .
٣- في العلاقة مع اليمن
————————
قبل الوحدة كان الجنوبيون في تعايش سلمي مع غير الجنوبيين والاغرب بعد قيام الوحدة تغيرت الاوضاع جذريا بسبب السياسات وبسبب سلوكيات الاخوة الشماليين ازاء الجنوبيين والجنوب ذاته لم يشهد الجنوب مثلها في فترة الاستعمار البريطاني
الجغرافيا بالتصاق اليمن بالجنوب تجعلنا امام احد خيارين إما ان نكون في عداء دائم وحرب لا تنتهي مع اليمن وإما البحث عن صيغة أخري من التعايش السلمي بين جارتين يمكنهما العيش بسلم وآمنا ولعل انضمامهما كدولتين مستقلتين كما كانت لعضوية مجلس التعاون الخليجي يمكن ان يشكل احد المقاربات والافتراضات التي يتوجب علينا دراستها مثلما حدث بعد الحرب العالمية الثانية في المصالحة التي جسدهما الجنرال ديجول رئيس فرنسا وكونراد أديناور اول مستشار المانيا بعد الحرب وضم المانيا الاتحادية لعضوية السوق الاوربية المشتركة حينها
٤- التحالف العربي
———————
المبادرة الخليجية هل هي خليجية اسما فقط ام هي مبادرة صاغها الرئيس صالح واحزاب المعارضة لعام ٢٠١١ ؟؟
وهل هناك حاجة ام لا في تقديم مبادرة خليجية اصيلة تعالج المشكلة الجنوبية علي ضوء تغيرات ما بعد حرب ٢٠١٥ ؟؟
متي سيبدأ إعمار الجنوب ليشكل نموذجا لبقية مناطق اليمن ؟؟؟
في الخلاصة
————
يجب الاستفادة من تجربة السلطة الفلسطينية التي استفادت من عقود في التعامل مع اسرائيل والدول الكبرى ومنظمات المجتمع المدني ليكون لها موقع قدم في الامم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية لتصل في نهاية المطاف الي إلحاق اكبر ضربة توجه لإسرائيل مؤخرا في قرار مجلس الامن الدولي حول المستوطنات وبذلك أظهرت للعالم أجمع انتصار القانون الدولي ومبادئي ميثاق الامم المتحدة علي العنجهية الاسرائيلية وجاء خطاب كيري لمدة ساعة وعشرة دقائق ليفضح اسرائيل امام العالم اجمع عبر جميع وسائل الاعلام العالمية
من هنا علينا معرفة كيف نستفيد من تجربة السلطة الفلسطينية وهي مجرد سلطة فقط سواء عبر السلطة الشرعية بشكل غير مباشر او عبر آليات اخري
الامر المؤكد ان استعادة دولة الجنوب ليس هدفا ً بحد ذاته بقدر ما يعني ذلك آن مصير الجنوب يحدده فقط مواطني الجنوب وليس غيرهم عبر قيادات جنوبية خالصة ومؤهلة وتعيش عصرها للقرن الواحد والعشرين بمثل هكذا قيادات نظيفة ومؤهلة ليس في سجلها تجارب فساد ولم تكن طرفا في اي نزاع جنوبي - جنوبي يستطيع الجنوب تحقيق طموحاته المشروعة
الاخرون يتقدمون ولديهم مشاريع تنمية ونحن ننتقل من حرب الي اخري ومن ازمة كهرباء ومياه وغياب الدواء في حين نمتلك كل مقومات دولة الرفاهية والرخاء علينا ان نجعل من عام ٢٠١٧ عام الحسم والاستقرار ونحول الحلم الي حقيقة
بالاعتماد علي الله وعلي انفسنا أولا وعلي أخوتنا في التحالف العربي السعودية والامارات وبقية الدول ان ارادوا الي ذلك سبيلا .