استشهد اليوم في معركة تطهير منطقة جنوب / شرق ساحل البحر الاحمر وفي منطقة "ذو باب" بالقرب من باب المندب على وجه التحديد العميد عمر سعيد الصبيحي "ابو وضاح ".
ابو وضاح القايد العسكري الذي ظل في صدارة المقاومة ضد المليشيات الانقلابية التي حشدت قواتها منذ الانقلاب في محاولة لاختراق هذه الجبهة للوصول الى عدن ، وفشلت كل محاولاتها بسبب المقاومة الباسلة لأبناء هذه المنطقة من الصبيحة مع ما انضم اليهم من عناصر المقاومة والجيش ..وكلنا نتذكر المعارك البطولية التي خاضتها المقاومة بقيادة الشهيد عمر على مشارف البريقة وصلاح الدين عند المدخل الغربي لمدينة عدن والتي انتهت بهزيمة الانقلابيين وشكلت بداية الانتقال الى مرحلة الهجوم المعاكس الذي أسفر عن تحرير عدن .
كان ابو وضاح في كل هذه المعارك ومواجهات التصدي مشروع شهيد كما كان يقول لرفاقه وزملائه ، خاض معارك التصدي والمقاومة ثم التحرير كصاحب قضية تجسدت في مقاومته السياسية والشعبية كأحد قادة الحراك السلمي منذ ما بعد حرب ١٩٩٤ ضد التسلط والضم والالحاق والاستبعاد والفصل التعسفي لآلاف الكوادر المدنية والعسكرية الذي مارسه نظام ما بعد الحرب والذي أفرز اسوأ منهج لافساد المشروع الوطني وضرب في الصميم كل احلام هذا المشروع في بناء يمن ديمقراطي موحد بنظام عادل لكل اليمنيين ، واخذ عوضاً عن ذلك ينتج مشروعاً عائلياً كان سبباً في تكسير الجسور مع المشروع الوطني وتمزيق رقعته ، وهو ما قاومه الشهيد وكان احد رموزه ممن حملوا لواء مقاومته سلمياً ، وعمل بصمت وبدون ضجيج عبرا عن أصالة في النضال والتضحية جعلته محط احترام وحب الجميع .
تعود جذور ابو وضاح الى ذلك الوسط الاجتماعي الذي خرج منه المناضلون وشقوا طريقهم بتفاؤل نحو بناء وطن تتحقق فيه المواطنة والمساواة والعدل ..وعاش يحمل هذا الحلم رافضاً المساومة به في كل المراحل التي اهتزت فيها القيم وتدافع الكثيرون بحثاً عن تسويات خاصة مع المستجدات وبقي ذلك المناضل بضميره النظيف الذي كان تجسد في تلك المواقف السياسية والعسكرية والاجتماعية والتي عنوانا للإنسان الذي عاش بطلاً ومات بطلاً .
رحم الله ابو وضاح ومعه كل الشهداء الذي سقطوا معه هذا اليوم على درب الحرية ومنهم من عرف حتى الان وهم ١/ سامح علي حيدرة الحسني ٢/ فضل حسن الصالحي الميسري ٣/ علي سالم عوض بلعيدي ٤/ منصور احمد مارم ٥/ شايع عبد الحكيم مساعد